الدكروري يكتب عن الخليفة العباسي أبو جعفرالمنصور “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الخليفة العباسي أبو جعفرالمنصور “جزء 1”
الخليفة المنصور، هو أبو جعفر عبد الله المنصور، وهو المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، والدولة العباسية هي ثالث الخلافات الإسلامية في التاريخ الإسلامي، وتعد ثاني السلالات الإسلامية التي حكمت بلاد المسلمين بعد سلالة بني أمية الذين عُرفوا باسم الأمويين، وقد استفرد العباسيون بالخلافة الإسلامية بعد أن تمكنوا من إزاحة بني أمية عن الحكم وقضوا على كل أفراد السلالة الأموية الحاكمة قبلهم، ويرجع العباسيون في نسبهم إلى عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وكان أول خلفاء العباسيين، وهوعبد الله بن محمد بأبي العباس السفاح ثم جاء بعده أبو جعفر المنصور وهو ثاني خلفاء بني العباس وفحلهم وقويهم ولكن أخوة الإمام إبراهيم بن محمد بن علي.
حينما قبض علية جنود مروان بن محمد سلم الإمامة للعباس دون المنصور والمنصور هو باني مدينة بغداد التي تحولت لعاصمة الدولة العباسية، وقد تولى الخلافة بعد وفاة اخيه العباس، وكان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة بني العباس والتخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثل أبو مسلم الخراساني الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين في خراسان، وكان مولده في قرية الحميمة، التي تقع جنوب الشام، وقد ولد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس سنة خمسة وتسعين من الهجره، وقد نشأ بين كبار رجال بني هاشم الذين كانوا يسكنون الحميمة، فشب فصيحا عالما بالسير والأخبار، ملما بالشعر والنثر، وكان أبوه محمد بن علي هو الذي نظّم الدعوة العباسية، وخرج بها إلى حيز الوجود
واستعان في تحركه بالسرية والكتمان، والدقة في اختيار الرجال والأنصار والأماكن التي يتحرك فيها الدعاة، حيث اختار الحميمة والكوفة وخراسان، وأبو جعفر المنصور، كانت أمه سلامة البربرية أم ولد، وقد كان طويلاً نحيفاً خفيف العارضين يخضب بالسواد، وقد روى عن أبيه، وعن يسار بن عطاء، وروى عنه ولده المهدي، وقد بويع بالخلافة بعهد من أخيه السفاح العباسي، يوم الأحد الثالث عشر من ذوالحجة سنة مائه وستة وثلاثين من الهجره، وهو الذي عمر مدينة السلام فى بغداد، ووسع الحرم المكي سنة مائه وثمانيه وثلاثين من الهجره، وكذلك فقد عمر مسجد الخيف بمنى، وكان صارما مهيبا، ذا جبروت وسطوة، وعلم وفقه، وقد كان كامل العقل، وحافظا لكتاب الله متبعا لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين نجحت الدعوة العباسية.
وأطاحت بالدولة الأموية، تولى أبو العباس السفاح الخلافة سنة مائة واثنين وثلاثين، واستعان بأخيه جعفر في محاربة أعدائه والقضاء على خصومة وتصريف شئون الدولة، وكان عند حسن ظنه قدرة وكفاءة فيما تولى، حتى إذا مرض أوصى له بالخلافة من بعده، فوليها في ذي الحجة سنة مائه وسته وثلاثين من الهجره، وهو في الحادية والأربعين من عمره، ويعتبر أبو جعفر المنصور هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ويقول ابن طباطبا في الفخري هو الذي سن السنن وأرسى السياسة واخترع الأشياء، وسار أبناؤه الخلفاء من بعده على مسيرته، وهو فوق ذلك جعل لبني العباس سند شرعي في وراثة الدولة اعطت لهم السبق على ابناء عمهم الطالبيين وقد تمثلت في المكاتبات بينه وبين محمد بن عبد الله بن الحسن، الملقب بالنفس الزكية.
ويتلخص ذاك السند في الفتوة بإن العم أحق في الوراثه من البنت وابن العم ويقصد بذلك فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه، وكما ان المنصور هو من سن السياسة الدينية وجعلها أساسا لحكم العباسيين وذهب في ذلك الى ابعد حد حتى قال إنما انا سلطان الله في أرضه، وقد توفي المنصور في أول سنة مائة وسبعه وثلاثين من الهجره، وهو في طريقه إلى الحج وخلفه ابنه المهدي، وكان أبو جعفر المنصور، هو فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزما ورأيا وجبروتا وجماعا للمال وتاركا اللهو واللعب وكامل العقل جيد المشاركة في العلم والأدب وفقيه النفس، وقيل أنه قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه وهو الذي ضرب أبا حنيفة رحمه الله على القضاء ثم سجنه فمات بعد أيام وقيل إنه قتله بالسم لكونه أفتى بالخروج عليه.