الدكرورى يكتب عن الصحابي ثابت أبو الدحداح ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الصحابي ثابت أبو الدحداح ” جزء 1″
الصحابي الجليل أبا الدحداح وهو ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنيم بن إياس حليف الأنصار ويكنى أبا الدحداح وأبا الدحداحة، وقد شهد غزوة أحد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلما رأى انكشف المسلمين وسمع منادي المشركين يدعي قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول قتل محمد فقال ” يا معشر الأنصار إن كان محمد قتل، فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم ” وقاتل ببسالة وشجاعة نادرة فحمل عليه خالد بن الوليد، ولم يكن قد أسلم بعد، بالرمح فأنفذه فوقع جريحا واستشهد من كان معه من الأنصار، ثم برئ من جراحاته ومات على فراشه سنة ست من الهجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك بعد مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية، فهذا هو أبو الدحداح، وقيل، أبو الدحداحة بن الدحداحة الأنصاري مذكور في الصحابة.
وقال أبو عمر، لا أقف على اسمه ولا نسبه أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم، وقيل ثابت بن الدحداح، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية الكريمة من سورة الحديد” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له” فقال أبو الدحداح الأنصاري وإن الله ليريد منا القرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نعم يا أبا الدحداح” فقال أبا الدحداح أرني يدك يا رسول الله، قال فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، قال فإني قد أقرضت ربي حائطي، قال وحائطه له فيه ستمائة نخلة وأم الدحداح فيه وعيالها، قال فجاء أبو الدحداح فنادى يا أم الدحداح، قالت لبيك، قال اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي، وفي رواية أخرى أنها لما سمعته يقول ذلك عمدت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم.
فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا أتي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إن لفلان نخلة وإن قوام حائطي بها، فأمره أن يعطيني إياها حتى أقيم بها حائطي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أعطها إياه بنخلة في الجنة” فأبى فأتى أبو الدحداح الرجل، فقال بعني نختلك بحائطي ففعل، فأتى أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إني ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة” قالها مرارا فأتى أبو الدحداح امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجي من الحائط، فقد بعته بنخلة في الجنة، فقالت ربح البيع، ربح البيع، أو كلمة تشبهها، وروى البخاري ومسلم.
أن فتى يتيما من الانصار كان له بستان ملاصق لبستان رجل منذ سنين وحينما اراد الفتى ان يبني جدار يفصل بينه وبين هذا البستان اعترضته نخلة فذهب الى صاحب البستان المجاور قال “يا اخي انت عندك نخيل كثير فلا يضرك ان تعطيني هذة النخلة التي اعترضت الجدار” فقال صاحب البستان ” لا والله لا اعطيك النخلة” فقال له ” يا اخي ما يضرك، اعطني النخلة او بعني اياها” فقال له “لا والله ما افعل شيئا من ذلك” فقال له الفتى “يعني لا اقيم جداري؟ ” قال ذلك امر لك وليس اليّ، فذهب اليتيم الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” يارسول الله ان بستاني بجانب بستان فلان واني اردت ان ابني جدار فاعرضتني نخلة له لا يستقيم الجدار الا اذا كانت من نصيبي لكنها من نصيبه وقد سألته ان يعطيني اياها فأبى، يا رسول الله اشفع لي عنده ان يعطيني النخلة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ادعه ليّ” فذهب الفتى اليه وقال له ان رسول الله يدعوه، فلما جاء الي النبي صلى الله عليه وسلم قال له الرسول ” قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك واراد اليتيم ان يبني جدار يفصل بينه وبين بستانك فاعترضته نخلة من نصيبك ” قال” نعم” فقال” اعطي النخلة لأخيك” قال “لا” قال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال الرجل “لا” قال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال الرجل “لا” فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “اعطي النخلة لاخيك ولك بها نخلة في الجنة” فقال الرجل “لا” فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول له بعد ذلك، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتها كثيرمن الصحابة ومنهم ابي الدحداح ففكر نخلة في الدنيا تموت اليوم او غدا بنخلة في الجنة ..؟