الدكروري يكتب عن رمضان شهر القرآن الكريم ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكــروري
رمضان شهر القرآن الكريم ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع رمضان شهر القرآن الكريم، ويؤتى بصاحب المال فيقول ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى، قال فماذا عملت فيما آتيتك، قال كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك، ويؤتى بالرجل الذي قتل في سبيل الله فيقال له فيم قتلت، فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله كذبت، وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة” وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رجلا جاءه، فقال أوصني، فقال “سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك.
أوصيك بتقوى الله فانه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنها رهبانية الاسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فانه روحك في السماء وذكرك في الأرض” وعن أبى مالك الأشعرى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها” وعن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال “مثل الذى يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب، وريحها طيب، والذى لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذى يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب، وطعمها مر، ومثل الفاجر الذى لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر، ولا ريح لها”
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن لله أهلين من الناس، قالوا يا رسول الله من هم، قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته” ومن المعلوم أن القرآن الكريم ليس كتاب طب، أو هندسة، أو زراعة، أو نحو ذلك من العلوم التجريبية المعاصرة، إلا أنه قد حوى قبسا من هذه العلوم ليكون ذلك دليلا على أن القرآن كلام الله تعالى، المنزل على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم قد تعرّض في نحو من سبعمائة وخمسين آية إلى مسائل هى من صميم العلم، وذكر جانبا من الحقائق العلمية، كقضايا عامة.
ودخل في تفاصيل بعض الحقائق الأخرى، وتلك الآيات هى فى مجموعها إحدى نواحى إعجاز القرآن والتى ظهرت فى هذا العصر، الذى يؤمن فيه الأفراد والجماعات بالعلم، وتقاس فيه الشعوب بما أحرزته من علوم واختراعات، وإذا تحدثنا عن الجهاد بالقرآن لا نعنى نفى الجهاد بالسيف، فقد كانت معركة الإسلام الكبرى فى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان في رمضان، وإنما الذي نريد تأكيده هو أنه إذا كان الجهاد بالسيف قد ينقطع لبعض الوقت ولبعض الأسباب فإن الجهاد بالكلمة، وهى كلمة الله تعالى جهاد مستمر، وقد يكون شاقا، لكنه جهاد لابد منه، وكان قبل القتال ويكون أثناءه وبعده، إنه جهاد لا بد منه لأنه جهاد لا تعلوا كلمة الله تعالى إلا به، وأريد أولا أن أدعو من كان قادرا على تدبر القرآن الكريم وهو يتلوه فى هذا الشهر، أن ينظر في الآيات الكريمة .
التي يرى فيها إبطالا لما يراه جديدا من شبهات الكفار والمنافقين وسائر أهل الزيغ والضلال، ولما يراه فيها من كشف لدوافعهم الخبيثة، و بيان لطرقهم في نشر باطلهم، وتحذير للمؤمنين من التأثر بها، وأريد أن ينظر في مثل هذه الآيات ثم يتسلح بها في مواجهته لأولئك الضالين، مستعينا بما كتبه عنها من سبقه من علماء الأمة الفضلاء، ثم يخوض معركته بالوسائل المهيأة له فإن كان من أهل الكتابة كتب، وإن كان من أهل الحديث تحدث، وإن كان من أصحاب الحوار حاور وإن أكرمه الله فكان من أهل ذلك كله فليجعله كله طريقا لإعلاء كلمة الله وقمعا لمن يسعون لإطفاء نور الله، وليحرص ما أمكنه الحرص على أن ينتشر هذا الحق بكل الوسائل الحديثة المشروعة حتى يطلع عليه الناس، فإذا لم يطلع عليه اطلاعا مباشرا من كان الكلام ردا عليه، فربما اطلع غيره فبلغه إليه.