الدكروري يكتب عن رمضان شهر القرآن الكريم ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكــروري
رمضان شهر القرآن الكريم ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع رمضان شهر القرآن الكريم، وروى عن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في ثلاث ليال مضين من رمضان ويروى فى أول ليلة من رمضان وأنزلت توراة موسى عليه السلام في ست ليال مضين من رمضان وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في ثلاث عشرة ليلة مضت من رمضان وأنزل زبور داود في ثمان عشرة مضت من رمضان وأنزل الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم فى الرابعة والعشرين من شهر رمضان لست بقين بعدها، وأما عن قوله تعالى “هدى للناس” من الضلالة وهدى فى محل نصب على القطع لأن القرآن معرفة وهدى نكرة “وبينات من الهدى” أى دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام “والفرقان”
أى الفارق بين الحق والباطل، قوله تعالى ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه” أى فمن كان مقيما في الحضر فأدركه الشهر، وقد اختلف أهل العلم فيمن أدركه الشهر وهو مقيم ثم سافر وروى عن الإمام على رضي الله عنه أنه قال لا يجوز له الفطر، واختلف أهل العلم فيمن أدركه الشهر وهو مقيم ثم سافر، وروى عن الإمام على رضي الله عنه أنه قال لا يجوز له الفطر، وبه قال عبيدة السلمانى لقوله تعالى “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” أى الشهر كله وذهب أكثر الصحابة والفقهاء إلى أنه إذا أنشأ السفر فى شهر رمضان جاز له أن يفطر ومعنى الآية فمن شهد منكم الشهر كله فليصمه أي الشهر كله ومن لم يشهد منكم الشهر كله فليصم ما شهد منه والدليل وهو عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد.
ثم أفطر وأفطر الناس معه فكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رمضان المبارك هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه كتابه الحكيم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والقرآن الكريم هو أساس الجهاد الكبير المستمر، الجهاد بالكلمة، فقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بأن يجاهدوا الكفار بالقرآن الكريم جهادا كبيرا، وأمرهم بذلك وهم مضطهدون بمكة منهيون عن القتال بالسيف، مأمورون بأن يكفوا أيديهم ويقيموا الصلاة، فأنزل الله تعالى على رسوله قوله كما جاء فى سورة الفرقان ” فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا” فأمره بأمرين مهمين علينا أن نتذكرهما ونعمل بهما وخصوصا في هذا الشهر العظيم، فقد أمره أولا بأن لا يطيع الكافرين، لا يطيعهم فى أى أمر فيه مخالفة.
لما أنزل الله تعالى عليه في أمور الإيمان والعبادات والأخلاق والدعوة ومحاولتهم توهين أمره، وأمره ثانيا بأن لا يقف عند حدود هذا الموقف السلبى مع عظم أهميته، بل أن يخطو خطوة أخرى هى جهاد الكفار بالقرآن الكريم جهادا كبيرا والجهاد الكبير كما تقول كتب التفسير هو الجهاد الجامع لكل مجاهدة، وأن هذا الجهاد بالقرآن الكريم هو نفسه عبادة من أعظم العبادات، وأنه ربما كان أبلغ في شهر الصيام والقرآن حين تصفو النفوس بإذن الله وتكون أكثر إخلاصا وأشد حبا للحق وأكثر كراهية للباطل وأقدر على تدبر القرآن الكريم فإنه جهاد يبتغى به المؤمن المخلص إعلاء كلمة الله، ويعمله ابتغاء رضوانه سبحانه وتعالى، وإن العمل الجهادى لا يذهب هباء أبدا، بل إما أن يهتدى به بعض الضالين فيكون قد زاد من الخير ويكون ذلك خيرا له من حمر النعم
وإما أن يكون فيه قمع لأهل الباطل وتقليل من شرهم، وإما أن يجتمع الأمران كلاهما فيكو خيرا على خير، والمؤمن وإن كان يعلم هذا لا يعلق عمله على رؤية هذه النتائج، بل يكل أمرها إلى الله تعالى, كما قال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم فى سورة يونس ” وإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون” وقوله تعالى” ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” أباح الفطر لعذر المرض والسفر وأعاد هذا الكلام ليعلم أن هذا الحكم ثابت في الناسخ ثبوته في المنسوخ واختلفوا في المرض الذى يبيح الفطر فذهب أهل الظاهر إلى أن ما يطلق عليه اسم المرض يبيح الفطر وهو قول ابن سيرين قال طريف بن تمام العطاردي دخلت على محمد بن سيرين فى رمضان وهو يأكل، فقال إنه وجعت أصبعى هذه.