بوتين يقضي علي امال امريكا والناتو في استقطاب أوكرانيا 

بوتين يقضي علي امال امريكا والناتو في استقطاب أوكرانيا 

بقلم : د . احمد ممدوح

بوتين يقضي علي امال امريكا والناتو في استقطاب أوكرانيا

تسعى روسيا للحفاظ علي حدودها وللحفاظ علي حدودها يجب السيطرة علي الدول التي تقع علي حدودها مثل أوكرانيا، ولهذا عملت علي غزو أوكرانيا.

وغيّرت روسيا من رؤيتها لمصالحها في أوكرانيا، وبالتالي خطوطها الحمراء، التي أصبحت ترى أن هذه الخطوط لم تعد تتناول عضوية أوكرانيا في الناتو فقط، بل رفض التعاون الدفاعي المتزايد بين أوكرانيا والغرب بشكل كلي أيضاً.

 

وتسعى روسيا إلى مراجعة الاتفاقات والتسويات التي تمت ما بعد الحرب الباردة، ومن ضمنها استعادة المنظومة الإقليمية ليكون لها دور في الأمن الأوروبي، وبالتالي تريد روسيا ضمانات غير مشروطة لأمنها اليوم ومستقبلاً، ولن تقبل بتمدد الناتو شرقاً ليشمل أوكرانيا كما قال بوتين.

وتؤكد روسيا أن العالم اليوم عالم متعدد الأقطاب، وأن عصر الأحادية القطبية قد انتهى، وبالتالي فإن التدخل أو الإدانة الأمريكية لضم روسيا لشبه جزيرة القرم والمعارك في شرق أوكرانيا وغيرها من السياسات الأمريكية هو تدخل في الشؤون الروسية الداخلية، حتى العقوبات الأمريكية فهي بالنسبة إلى روسيا غير شرعية.

 

والتهديد المباشر الذي تخشاه روسيا هو توجه أوكرانيا نحو المؤسسات الأوروبية، ومطلبها الرئيسي هو منع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي الذي يضم ٢٧ دولة في القارة، أو حلف شمال الأطلسي، أو حتى امتلاك بنية تحتية للناتو على أراضيها، حيث إن ذلك يعني أن أوكرانيا عضو في اتفاقية الدفاع المشترك الأوروبي، وبالتالي وجود قوات الحلف وقوات أوروبية على الحدود الروسية.

 

وأما الإطار الأبعد للمصالح الروسية فهو يتمثل في إعادة ربط الدول التي كانت تشكل في السابق الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، لمنافسة الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين أيضاً، ويعد ذلك أمناً استراتيجياً للجانب الروسي وخاصة للرئيس فلاديمير بوتين الذي يهدف إلى إبقاء أوكرانيا في الدائرة الاستراتيجية الروسية، ويعزز ذلك أن لدى روسيا روابط اجتماعية وثقافية واقتصادية قوية مع أوكرانيا.

 

ورصدت صور الأقمار الاصطناعية، التي نشرتها شركة “ماكسار” الأميركية، عمليات انتشار عسكرية روسية جديدة بالقرب من الشرق الأوكراني، في وقت أفادت فيه تقارير غربية بأن هناك مؤشرات حول احتمال شنّ القوات الروسية لهجوم عسكري واسع النطاق في غضون أيام.

 

وذكر موقع “أكسيوس” أنه تم إنشاء قاعدتين عسكريتين روسيتين في جنوب أوكرانيا وجزيرة القرم، قد يتم استخدامهما في تعزيز العمليات في ماريوبول والمناطق المجاورة لها.

 

وقالت شركة “ماكسار”، في مذكرة للصحفيين، إن القوات البرية الروسية تواصل التحرك باتجاه شرق أوكرانيا، حيث يتم الإعداد لهجوم واسع النطاق في دونباس.

 

وتشمل عمليات الانتشار هذه عشرات المركبات المدرعة والقوات المزودة بالخيام ومعدات الدعم، وتمركزت في الحقول والمزارع بالقرب من البلدات الروسية، على بعد حوالي ٥ أميال من شرق الحدود الأوكرانية.

 

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، في وقت سابق، إن الأسبوع الحالي سيكون “عصيبا”، محذرا من أن “القوات الروسية ستنتقل إلى عمليات أكبر في شرق أوكرانيا”.

 

وكانت موسكو أعلنت تخفيض عملياتها في محيط العاصمة الأوكرانية وشمال البلاد عموما، متحدثة عن تركيز الجهود على القتال في إقليم دونباس.

 

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن الجيش الروسي لن يبقى في أوكرانيا «للأبد»، وسينسحب بعد إتمام العملية العسكرية التي ينفذها الآن هناك.

 

ونفى المندوب الروسي وجود أي خطط لدى موسكو لضم أراض أوكرانية لروسيا.

 

وأضاف مع ذلك أنه سيتم «توسيع أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك» حتى تصل إلى «الحدود المنصوص عليها في دستوريهما»

 

والآن، ما يزعج المسؤولين هو أن بوتين قد يوسع المعركة إلى ما بعد أوكرانيا. وفي السر، يعرب المسؤولون عن قلقهم من أن بوتين قد يسعى للاستيلاء على مولدوفا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة أخرى لم تنضم إلى الناتو. كما أن يوجد ايضا احتمالات بضم جورجيا، التي خاضت حربًا مع روسيا في عام ٢٠٠٨م. وهناك احتمال آخر أن بوتين قد يصل إلى استخدام أسلحة أخرى وهي الكيميائية والبيولوجية والنووية والسيبرانية.

 

وذكر جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن هذا السيناريو يوم الأحد حيث ظهر على قناة “سي بي إس” الأميركية وقال: “جزء من سبب لجوء بوتين إلى تكتيكات متطرفة مثل استخدام الأسلحة الكيماوية هو أنه محبط لأن قواته لا تتقدم”.

 

وأوضحت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنها تتوقع انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية في بداية مايو المقبل بالتزامن مع احتفالات عيد النصر في روسيا، موكدةً أن النصر من وجهة نظر روسيا هو الحصول على إقليم الدونباس.

 

وأشار الدكتور محمد فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن تصريحات المتحدث الرسمي للكرملين بانتهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قريبا توقع هام، وهذا لا يعد انكسارا لهيبة روسيا لأن روسيا لا تتعامل مع أوكرانيا باعتبارها حرب ولكنها تعتبر عمليات كان عليها فعلها.

وايضا من ضمن الاهداف المهمة التي حققتها روسيا من حرب أوكرانيا القضاء علي احلام امريكا بضم اوكرانيا الي حلف الناتو.