الدكرورى يكتب عن منهيات شهر رمضان ” جزء 13″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
منهيات شهر رمضان ” جزء 13″
ونكمل الجزء الثالث عشر مع منهيات شهر رمضان، فيقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن هذه الكلمة “حكم ذلك أن هذه الكلمة “رمضان كريم” غير صحيحة، وإنما يقال “رمضان مبارك” أو ما أشبه ذلك لأن رمضان ليس هو الذى يُعطي حتى يكون كريما، وإنما الله تعالى هو الذى وضع فيه الفضل، وجعله شهرا فاضلا، ووقتا لأداء ركن من أركان الإسلام” ومما يحتاج للتصحيح ما اعتاده الناس من طبع إمساكيات رمضان وفيه تقاويم الشهر، وفيه توقيت للإمساك، ويجعل قبل أذان الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، والإمساك قبل الأذان بوقت هو زيادة على ما فرض الله تعالى على عباده، وفاعله متنطع، وفى الحديث المرفوع عن السيدة عائشة رضي الله عنها ” أن بلال كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر” رواه البخارى ومسلم، وهذا الحديث بيان للمراد بالخيط الأبيض من الخيط الأسود في قوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ” ومن الأخطاء الشائعة هو تخفيف صلاة التراويح، والإسراع فى قراءة القرآن فيها، بل ربما لا يكون فيها اطمئنان وخشوع، فضلا عن تدبر ما يقرأ فيها، أو الإطالة والمبالغة في دعاء القنوت مع السجع فيه، والتزام أدعية معينة خاصة عند ختم القرآن مما لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام رضي الله عنهم، ومن الأخطاء الشائعة أيضا هو تسميتهم آخر جمعة من رمضان “الجمعة اليتيمة” وتخصيصها بأمور وأحوال، كقول الخطباء على المنابر.
“لا أوحش الله منك يا شهر رمضان، لا أوحش الله منك يا شهر القرآن، يا شهر المصابيح، يا شهر التراويح، يا شهر المفاتيح” ونحو ذلك، ومن الأخطاء الشائعة المتعلقة بليلة القدر، هو الجزم للعوام بأنها ليلة كذا، مع ما في ذلك من الخلاف، وما يصاحب تلك الليلة عندهم من الاحتفالات، والخطب، والقصائد والمدائح، والانشغال بذلك عن قيامها، والتعبد فيها، واعتقاد علامات لها لم تثبت شرعا، كاشتراط نزول المطر فيها، ورؤية منامات ونحو ذلك، ومن الأخطاء الشائعة أيضا، هو الإسراف في الإنفاق على أنواع الأطعمة والأشربة، والفواكه، والحلويات المختلفة، والمخللات وفواتح الشهية، حتى صارت النفقة فى رمضان على ذلك أضعاف ما ينفق في غيره من الشهور، وكذلك ختم الشهر بعمل أنواع من الكعك والبسكويت ليوم العيد، وربما استدان المرء لذلك.
وانشغل أهل البيت صغارا وكبار بصنع ذلك عن التعبد، والذكر، وقراءة القرآن في ليالى العشر الأواخر من رمضان، وغالب ذلك من الإسراف المذموم والرياء بين الناس، وإن من الأمور المؤسفة هو ما يتهاون فيه الكثيرون من الكبائر، كترك إخراج الزكاة لسنوات عديدة، وترك أداء الحج مع القدرة المالية والبدنية عليه، والتعامل بالربا، وعدم المواظبة على الصلوات المكتوبة، أو قصر أداءها على رمضان، والجمع، أو التردى في الغيبة، والنميمة، والرشوة، والغش، ونحو ذلك من كبائر الأمور المنهى عنها، والتي بها يفقد المرء ثواب صيامه، فلا ينتفع بالامتناع عن المفطرات من أذان الفجر إلى أذان المغرب إلا بإسقاط فريضة الصيام عنه فلا يطالب بقضاء، ولكنه يوم القيامة من أصحاب الكبائر المستحقين لدخول النار بركن لم يؤده، أو بكبيرة لم يتب منها.
ولو ترك هذا الصيام لزادت بذلك كبائره كبيرة، وإن من الأخطاء المتعلقة بمجيء رمضان، فى الإجازات الصيفية ونحوها من الإجازات، وهو السفر للفسحة والتنزه، والاصطياف بأماكن ومنتجعات ومتنزهات وشواطئ تـُقترف فيها المعاصى من الاختلاط بين الجنسين، والتعري، ونحو ذلك، ومع ترك الصيام، وقصر الصلاة بدعوى أن للسفر رخصة، وقد بيّن الفقهاء أن السفر الذى فيه الرخصة بذلك ما ليس سفر معصية، كسفر واجب أو مندوب أو مباح، أما سفر المعصية فلا يترك فيه صيام رمضان ولا تقصر فيه الصلاة لما فى ذلك من الإعانة على المعصية، ومما يكثر في الإجازات هو السهر طوال الليل على المقاهي، أو الكورنيش، أو أمام التلفاز، أو مع الأصدقاء فيما لا يفيد، حتى وقت تناول السحور، ويعقبه نوم طويل في النهار، وربما إضاعة صلاة الفجر جماعة أو في وقتها.