في ذكرى تحريرِ سيناءَ
قصةَ كفاحِ شعبٍ . . . ما زالت الحروبُ مستمرةً
تقرير ..حسام عيسى
باحث في العلوم السياسية و العلاقات الدولية
في ذكرى تحريرِ سيناءَ..قصةَ كفاحِ شعبٍ..ما زالت الحروبُ مستمرةً
يومَ 25 أبريل 1982 ذكرى خروجِ آخرٍ جنديٍ إسرائيليٍ منْ سيناءَ الحبيبةِ ” درة مصر ” – يومَ إعلانِ السيادةِ المصريةِ – لولا شهداء الجيشِ لما كنا نحتفلُ بتحريرِ الأرضِ – تحيةَ تقديرٍ وعرقانَ بالجميلِ لكلٍ منْ قدمَ روحهُ ودمهُ عنْ حبِ لمصرنا الحبيبةِ تحيةَ احترامٍ لشهداءِ الوطنِ .
إنَ بدايةَ تحريرِ سيناءَ بدأتْ منذُ ثورةِ 23 يوليو 1952 معَ الضباطِ الأحرارِ في تحريرِ مصرَ منْ الاحتلالِ الإنجليزيِ وأعوانهِ منْ أسرةِ محمدْ علي – حيثُ قدمَ الخديوي توفيقْ ملكِ مصرَ عامَ 1882 الدعمَ والتسهيلاتِ للإنجليزِ وعملَ ضدَ قائدِ الجيشِ المصريِ أحمدْ عرابي لتمكينِ الإنجليزِ منْ مصرَ .
دائما الأقدارَ تضعُ مصرُ في تحدياتٍ وصعاب – لقدْ كانَ موقعُ مصرَ الجغرافيِ المتميزِ مطمعٌ لكلِ القوى العالميةِ وذلكَ لتحكمَ مصرُ في ممرِ التجارةِ العالميةِ في البحرِ المتوسطِ وعبرَ قناةَ السويسِ وبالبحرِ الأحمرِ .
فعندَ إعلانِ مصرَ تأميمَ قناةِ السويسِ عامَ 1956 التي تمَ حفرها بالسواعدِ المصريةِ وفي الأرضِ المصريةِ والتي باعها أحفادُ محمدْ على – الخديوي إسماعيلْ للإنجليزِ والفرنسيينَ ، سارعتْ انجلتْ وفرنسا وإسرائيلُ بحربٍ ضدَ مصرَ عامَ 1956 . ولكنْ كانَ العالمُ قدْ انقسمَ بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ بينَ قوتينِ هما الاتحادُ السوفيتيُ وأمريكا – استغلتْ السوفيتَ الظروفَ وعملَ على ضمِ مصرَ إليها منْ أجلِ اختراقِ النفوذِ الأمريكيِ في الشرقِ الأوسطِ .
ثمَ خدعتْ السوفيتَ مصرَ في حربِ 1967 لكيْ يحتفظَ السوفيتُ بتواجدِ أقوى في مصرَ مما ساعدَ إسرائيلَ على هزيمةِ مصرَ .
وكانتْ حربُ الاستنزافِ وبدايتها معَ 1 يوليو 1967 ومعركةِ رأسِ العشِ الذي انتصرتْ فيها الصاعقةُ المصريةُ على المدرعاتِ الإسرائيليةِ عندما أغارتْ على بورٍ فؤادْ – استمرتْ هذهِ الحروبِ حتى يومِ النصرِ أكتوبرُ 1973 حيثُ قدمَ فيها الجيشُ رجالهُ فداءَ الوطنِ.
وجاءَ صاحبُ قرارِ الحربِ والسلامِ بعقدِ اتفاقيةِ كامبْ ديفيدْ 17 سبتمبرَ 1978 وفيها سجلتْ الدبلوماسيةَ ملحمةً وطنيةً على مدارِ 12 يومٍ في التفاوضِ ثمَ جاءتْ معاهدَ السلامِ بينَ مصرَ – إسرائيل 26 مارسَ 1979 .
وجاءَ اليومِ المشهودِ بخروجِ آخرٍ جنديٍ إسرائيليٍ منْ سيناءَ يومَ 25 أبريل 1982 .
في 12 مايو 1982 أعلنَ الاختلافُ على نقطةِ طابا الحدوديةِ – تمَ الرجوعُ للتحكيمِ الدوليِ للفصلِ في الاختلافِ بينَ مصرَ وإسرائيلَ وفي 29 سبتمبر 1988 أصدرتْ المحكمةُ الدوليةُ بقرارِ أنَ طابا مصريةٌ وانتصرَ المفاوضُ المصريُ في صراعٍ دامَ ستةَ سنواتٍ وفي 19 ماسِ 1989 تمَ رفعُ العلمِ على أرضِ طابا المصريةِ .
منْ خلالِ سردِ السريعِ للتاريخِ – يتضحَ أنَ موقعَ مصرَ المتميزِ جعلها مطمعٌ للدولِ الكبرى لنهبِ خيراتِ البلادِ حيثُ لمْ ترى مصرُ شمسَ الحريةِ الاستقلالُ وسيادتها على أرضها منذُ : –
في عامِ 1250 انهيارِ الدولةِ الأيوبيةِ التابعةِ للخلافِ العباسيةِ الإسلاميةِ .
تمَ احتلالُ مصرَ منذُ عامِ 1250 إلى 1517 على يدِ المماليكِ .
منْ 1517 و 1805 الاحتلالَ منْ قبلِ الدولةِ العثمانيةِ .
منْ 1805 وحتى 1882 مصرَ محتلةٌ منْ قبلِ أسرةِ محمدْ على .
منْ 1882 وحتى 1952 مصرَ محتلةٌ منْ قبلِ بريطانيا .
أيْ أنَ مصرَ وقعتْ تحتَ الاحتلالِ 702 عامٍ كانَ سببُ الاحتلالِ الموقعِ المميزِ لمصر وثرواتها .
منذُ قيامِ ثورةِ الضباطِ الأحرارِ 1952 مصرَ استعادةَ سيادتها على الأرضِ المصريةِ .
وعندما استردتْ قناةَ السويسِ المصريةِ تمَ الاعتداءُ عليها في العدوانِ الثلاثيِ 1956 وتمَ حصارها اقتصاديا .
في عامِ 1967 تمَ خداعُ مصرَ لتبقى السوفيتَ على الأرضِ المصريةِ لاستنزافٍ موارٍ مصرَ واستغلالِ موقعها الجغرافيِ .
في 19 مارسَ 1989 استردتْ مصرُ كلَ شبرِ منْ الأرضيِ المصريةِ .
منذُ ثورةِ يوليو مصرَ تسعى إلى التحررِ الاقتصاديِ منْ القوى العظمى
منْ 1952 وحتى 1970 مصرَ تحتَ الاستغلالِ الاقتصاديِ السوفيتيِ .
منْ 1970 وحتى 2014 مصرُ تحتَ الاستغلالِ الاقتصاديِ الأمريكيِ .
2011 تسعى أمريكا بالسيطرةِ على الشرقِ الأوسطِ بما فيها مصرُ وذلكَ منْ أجلِ السيطرةِ على الغازِ في شرقِ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ .
2014 تسعى مصرُ بتحريرِ الاقتصادِ المصريِ المستغلِ منْ قبلِ أمريكا .
حيثُ أصبحتْ مصرُ مطمع كبيرٍ لأمريكا منْ حيثُ الموقعُ ومنْ حيثُ ثرواتُ مصرَ منْ الغازِ في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ .
ما زالتْ الحروبُ مستمرةً على مصرَ – ولكنها بأشكالِ مختلفةٍ وسوفَ تسعى أمريكا وغيرها للسيطرةِ على مصرَ منْ أجلِ موقعها وثرواتها .
إن الطريق الوحيد للانتصار هو لا بد للشعب المصري دعم جيشه ونظامه السياسي من أجل بقاء الدولة المصرية.
فلقد قدم الجيش المصري تضحيات كثيرة من أجل الوطن فعلي الشعب المصري أن يدافع عن وطنه ويتخذ الجيش قدوة ومثل من أجل الوطن.