صعود الروبل الروسي وهبوط الدولار الأمريكي واليورو الاوربي .

 صعود الروبل الروسي وهبوط

الدولار الأمريكي واليورو الاوربي 

بقلم ؛ د. احمد ممدوح

صعود الروبل الروسي وهبوط

الدولار الأمريكي واليورو الاوربي

يعتبر الدولار الأمريكى هو العملة

الدولية الأولى، حيث يتم قياس

اقتصاديات الدول بالاحتياطى الذى

تملكه بالعملة الأمريكية، او ما تملكه

من سندات بالعملة الأمريكية فى

البنك الفيدرالى الأمريكي، كما انها

العملة الأولى فى التبادل التجارى

وتسعير السلع الاستراتيجية فى

العالم اجمع.

 

وأصبح الدولار الأمريكى من اهم

أدوات هيمنة الولايات المتحدة

الأمريكية على العالم، وأدى

الاستعمال الموسع للدولار الأمريكى

دولياً إلى قيام الفيدرالى الأمريكى

بطباعة الدولار بأرقام تريليونية.

ومن اجل ان تحافظ امريكا علي

مكانة الدولار في العالم كانوا

يخططون لحرب بين روسيا

واكرانيا، حتي يتم استنزاف روسيا

عسكريا واقتصاديا وتفقد الصين –

العدو الأساسي لأمريكا – حليفا قويا

لها في مواجهة أمريكا، وحتي

يسترد حلف الناتو الذي كان مهددا

بالتفكك والانهيار بعد التصريحات

التي جاءت علي لسان رئيس فرنسا

أكثر من مرة في الدعوة لإنشاء قوة

أوروبية خالصة تواجه التحديات

التي تعترض القارة العجوز وتتخلص

من الهيمنة الأمريكية عليها.

ولا سيما بعد أن أدرك بعض القادة

الأوروبيين تعارض المصالح بينهم

وبين الولايات المتحدة الأمريكية

في علاقاتهم بالصين ثاني أكبر

اقتصاد في العالم، وبعد تحالف

أكوس بين أمريكا وبريطانيا

وأستراليا وصفقة الغواصات مما

أغضب فرنسا وصنع شرخا في جدار

العلاقة بينهما.

والصراع الحقيقي في هذه الحرب

هو صراع القوي الكبري من اجل

قيادة العالم، بعد ان ظهر جليا

الضعف الأمريكي في مناطق كثيرة

دفعها إلى الانسحاب من أفغانستان، وتقليص وجودها في العراق، وضعف نفوذها في سوريا بعد تواجد النفوذ الروسي بقوة، وضعف مواقفها في لبيا وايران.وغير ذلك مما دفع روسيا إلي حسم قرارها بشأن أمنها القومي وفرض سيطرتها علي دول الجوار لمنع حلف الناتو من الاقتراب منها وتهديدها ونصب صواريخه علي حدودها.

 

وهكذا فإن روسيا كانت فى واقع الامر تشب ضربة استباقية وحرب وقائية تحمى فيها الأمن القومى الروسى من المؤامرة الغربية التى كانت تستعد للانطلاق من أوكرانيا إلى الداخل الروسي. هى حرب وجود بالنسبة لروسيا، اذ ان الغرب قد اطبق على الحدود الروسية عبر تمدد حلف الناتو، وعبر العقوبات الدولية منذ عام ٢٠١٤م، ، وقد بنى بوتين روسيا الجديدة منذ ان تسلم الحكم فى ٣١ ديسمبر ١٩٩٩م، من أجل الوصول إلى قيادة العالم في النظام العالمى الجديد.

 

وكان القرار الذى جرى بين روسيا والصين عقب غزو روسيا لاوكرانيا، بأن تقوم روسيا ببيع الغاز الروسى إلى الصين باليوان، العملة الرسمية للدولة الصينية، علماً بأن الصين هى اكبر مستورد للغاز فى العالم.

وفى ٢٣ مارس ٢٠٢٢م، اوقع بوتين الدولار الامريكي في الفخ ، حينما اعلن ان موسكو سوف تبيع الغاز الروسى بالروبل الروسى إلى الدول التى صنفت على اللائحة الروسية «الدول غير الصديقة لروسيا»، وهى الدول التى اقرت عقوبات الغرب على روسيا، وتشمل كافة دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وكندا والنرويج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وسويسرا وأوكرانيا.

 

ولهذا استطاع الروبل الروسي أن يصل اليوم الاثنين ٢٥ ابريل، الي تسجيل أعلى مستوياته في خلال عامين مقابل عملة اليورو، وذلك بسبب دعم من مدفوعات ضريبية متوقع أن تقوم الشركات بدفعها خلال هذا الأسبوع، هذا بجانب تطلعات السوق لقرارات البنك المركزي يوم الجمعة المقبل، هذه القرارات تتعلق بأمر الفائدة البنكية التي من المفترض اقرارها.

واستطاعت عملة الروبل الروسي أن تقفز حتى ٣.٧%، وذلك عند ٧٧.١٧%. ويعد هذا الصعود هو الأقوى له منذ شهر يونيو ٢٠٢٠م.