الجزء الثامن مع معاذ بن جبل الأنصاري

الدكرورى يكتب عن معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 8″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع معاذ بن جبل الأنصاري، وقال إني رسول، رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليكم، اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار، خلود فلا موت، وإقامة فلا ظعن، كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له، إلا ما ابتغى به وجه الله، وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح، انظروا لأنفسكم واصبروا لها بكل شيء” فإذا رجل موفر الرأس، أدعج ، أبيض، براق، وضاح، وعن عطاء، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن معاذ بن جبل دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد، فسجد معه، فلما سلم، قضى معاذ ما سبقه، فقال له رجل كيف صنعت؟ سجدت ولم تعتد بالركعة، قال لم أكن لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على حال إلا أحببت أن أكون معه فيها.

فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فسره، وقال “هذه سنة لكم” وعن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، قال خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية فقال “من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل” وروى الأعمش عن أبي سفيان، قال حدثني أشياخ منا أن رجلا غاب عن امرأته سنتين، فجاء وهي حبلى، فأتى عمر، فهم برجمها، فقال له معاذ إن يك لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل، فتركها، فوضعت غلاما بان أنه يشبه أباه قد خرجت ثنيتاه، فقال الرجل هذا ابني، فقال عمر بن الخطاب عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ لهلك عمر” وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول حين خرج معاذ بن جبل إلى الشام” لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه.

وفيما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمت أبا بكر الصديق أن يحبسه لحاجة الناس إليه، فأبى علي وقال رجل أراد وجها، يعني الشهادة فلا أحبسه، قلت إن الرجل ليرزق الشهادة وهو على فراشه ” وقيل أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم لما باع بن جبل متاعه حتى يقضى ديونه التى عليه فقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على اليمن ليجبره، فكان أول من تاجر في هذا المال، فقدم على أبي بكر الصديق، فقال له عمر، هل لك يا معاذ أن تطيعني؟ تدفع هذا المال إلى أبي بكر، فإن أعطاكه فاقبله، فقال له، لا أدفعه إليه، وإنما بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم، ليجبرني، فانطلق عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنهما، فقال خذ منه ودع له.

فقال ما كنت لأفعل، وإنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليجبره، فلما أصبح معاذ، انطلق إلى عمر بن الخطاب، فقال ما أراني إلا فاعل الذي قلت، لقد رأيتني البارحة، أظنه قال، أجر إلى النار، وأنت آخذ بحجزتي، فانطلق إلى أبي بكر الصديق بكل ما جاء به، حتى جاءه بسوطه، فقال أبو بكر الصديق له هو لك لا آخذ منه شيئا، وفي لفظ آخر قال أبو بكر، قد وهبته لك، فقال عمر بن الخطاب هذا حين حل وطاب، وخرج معاذ عند ذلك إلى الشام، وعن عبد الرزاق عن معمر، فقال بدل أجر إلى النار، قال كأني في ماء قد خشيت الغرق فخلصتني، وعن معاذ بن جبل قال ” ما بزقت على يميني منذ أسلمت”

وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال ” ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، قالوا يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأن الله تعالى يقول في كتابه ” ولذكر الله أكبر” وعن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال كان لا يجلس مجلسا إلا قال الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون، فقلت لمعاذ، وما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة ؟ قال بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا”