لقاء الروحانيات التاريخ والهوية بعودة المخازنية في الدورة الأولى لمهرجان ربيع جندوبة.
كتبت: نور الهدى الزاير
لقاء الروحانيات التاريخ والهوية بعودة المخازنية في الدورة الأولى لمهرجان ربيع جندوبة.
هي رحلة من منبع الفينيقيين كانت أبطالها الإيقاعات الصوفية بحلة جديدة وبعيون مخرج أعطى من إبداعه وتجديده الكثير حتى تتقابل العصور وتتحدث الروحانيات مزيج من بخور وذكر , إيقاعات صوفية نجح الفنان محمد علي بن جمعة أن يشيد بها قصرا من الحضارة المتجددة سلاحها الفن والهوية.
عودة “المخازنية” في عرض أكثر من ممتاز إشتاقت إليه حجارة بازيليك طبرقة إذ شيد العرض بعنبر وزهر, ذكر وإستغفار, أحسست فيها لوهلة أن سكان الأناضول والبحار الفينيقي “هانون” يداعب “طبراقة القديمة ” ويشاركنا الدعاء والإستغفار من مرفئه هناك, منذ 2800 سنة, ليعود التاريخ مراقصا الروحانيات ومعانقا للهوية.
طبراقة أو المكان الظليل كما لقبه ” الفينيقيون” كان إختيار موفق من قبل مدير المهرجان الفنان الطاهر قطاطة الذي أعاد فتح البازيليك بالمخازنية, لتنطلق الدورة الأولى لمهرجان ربيع جندوبة من سيد المدينة الفني أشهر معالم الولاية
منذ أواخر القرن السادس عشر, هي الأطلال القديمة والكنيسة ,هي صهاريج فترة الإستعمار وهي قاعة العروض الفنيةومسرح الفن الخالد.
الهوية والتاريخ يلتقيان فيعانق “بن جمعة” والمخازنية هواء طبراقة ويعيد الروح للبازيليك الذي أغلق سنة 2019 بعرض المخازنية, ويعود اليوم نفس العرض مزركشا بألحان متجددة وإخراج ممتاز, أذكار وأدعية لتتربع الموسيقى الصوفية على عرش البازيليك فتحتل الزمان وتعيد الروح للمكان.
وإن عرفت طبرقة بمهرجان الجاز العالمي منذ الستينات وتحديدا منذ سنة 1966, وإن إستقطب هذا المعلم التاريخي العظيم أشهر الفنانين والنجوم العالمين كالفنانة الأمريكية “دي دي بريدجوتور” على سبيل الذكر لا الحصر, إلا أن لقاء المخازنية لم يجعلنا نحن فقط لمهرجان الجاز الدولي فقط بل جعلنا نقدس المكان ونجالس أرواحا تاهت عنا فأعادها إلينا الفنان محمد علي بن جمعة مخرج عرض المخازنية.
سهرة إفتتاحية لم يتغيب عنها مسؤولي ولاية جندوبة فكيف يتغيبون عن عودة الروح لأهم معالم المنطقة.
ولا شك في أن الدورة الأولى لمهرجان ربيع جندوبة شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا وتكريمات وكللت بالزغاريد.
لتتنتهي رحلة “هانون” ولعين دراهم سائرون.
ربيع جندوبة كما لم يكن من قبل.