الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
هو أحد الصحابة الكرام العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وكان جوادا كريما، وكان شجاعا، فارسا وقد شهد المعارك كلها مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا غزوة بدر حيث أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليتحري عن قريش وكان من السابقين للإسلام فهو أحد الثمانية الذين سبقوا إلي الإسلام على يد أبي بكر رضي الله عنه وقد أسلم قديما بدعوة من أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وهكذا يكون هو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، ومن الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وكان من المهاجرين، وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، إلا بدر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قد أرسله هو وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتحسسون عيرا لقريش راجعة من الشام، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما من بدر، وكان هذا الصحابى الجليل أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا إلى القصر أقرب، رحب الصدر، بعيدا ما بين المنكبين، حسن الوجه، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعا، هذا ما وصفه به ابنه موسى، وقد قتل هذا الصحابى الجليل يوم الجمل بسهم في ثغرة نحره، فمات، وقيل أن الذي قتله هو مروان بن الحكم الأموي، وذلك سنة ست وثلاثين من الهجرة، ولما رآه الإمام علي رضي الله عنه مجندلا في الأرض قال “يعز علي أبا محمد أن أراك تحت نجوم السماء” فمسح التراب عن وجهه، وترحم عليه، وقيل أنه كان قبره على شاطئ الكلاء بالعراق.
وكان حول قبره طلول من ماء البحر، فرآه بعض أهله في المنام أتاه ليلة بعد ليلة وهو يقول له ” ألا تريحوني من هذا الماء، فإنه قد آذاني، فنبش قبره، ونقل إلى مكان آخر بعيدا عن الطلول والمياه، وقيل إنه لم يتغير منه شيء لما نبش غير الشق الذي يلي الأرض، فإنه قد اخضّر من الماء، وكان بين دفنه ونبشه بضع وثلاثون سنة، وكان سنه يوم مات اثنتين وستين سنة رضي الله عنه، وكان له أولاد نجباء أفضلهم هو محمد السجاد، وكان شابا، خيرا، عابدا، قانتا لله، وقتل يوم الجمل، فحزن عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال “صرعه بره بأبيه” ويروى أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نظر إليه ذات يوم فقال “من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة”
فهو الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت أمه هى الصَّعبة بنت عبد الله بن عماد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عُويف بن مالك بن الخزرج بن إياد بن الصّدف بن حضرموت بن كندة، وهي أخت الصحابي العلاء بن الحضرمي، وكانت أمّها هى عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصى بن كلاب، وكان وهب بن عبد صاحب الرّفادة دون قريش كلها، وكان أبوها يُعرف بعبد الله بالحضرمي، فيقال لها بنت الحضرمي، وقد ذكر ابن حزم أن له عدة أخوة منهم، عثمان بن عبيد الله.
وقد أنجب عبد الرحمن بن عثمان الذي قُتل مع عبد الله بن الزبير، وأخوه مالك بن عبيد الله، وقد أنجب عثمان بن مالك الذي قتله صهيب الرومي في غزوة بدر في صفوف قريش، وهو ابن عم عبيد الله بن معمر التيمي والي البصرة، ويلتقي نسبه مع الصحابى الجليل أبي بكر الصديق في عامر بن كعب بن سعد، فكلاهما من بني تيم، وكذلك هما ملتقيان في نسب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مُرَّة بن كَعب، وقد وُلد طلحة بن عبيد الله في مكة قبل الهجرة بثمانية وعشرين عاما اعتمادا على القول بأنه مات وهو ابن أربع وستين سنة، أو قبل الهجرة بستة وعشرين عاما اعتمادا على القول بأنه مات وهو ابن اثنين وستين سنة، وكان طلحة آدم كثير الشعر، حسن الوجه، أبيض يميل إلى الحمرة.