الجزء الخامس مع طلحه بن عبيد الله القرشي

الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع طلحه بن عبيد الله القرشي، ويصف جابر بن عبد الله رضي الله عنه جود طلحة فيقول “ما رأيت أحدا أعطى لجزيل مال من غير مسألة، من طلحة بن عبيد الله” وكان أكثر الناس برا بأهله وبأقربائه، فكان يعولهم جميعا على كثرتهم، وقد قيل عنه في ذلك ” كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤنته، ومؤنة عياله، وكان يزوج أيامهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم” وقدعاش طلحة رضي الله عنه إلى زمن خلافة الإمام علي بن أبي طالب، ولما حدث ذلك الخلاف بين الصحابة حول أيهما أولى استقرار الأمور وبيعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه، أم القصاص لأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كان طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مع الرأي الثاني، الذي كان يميل إلى تقديم القصاص، ولكن ورغم ذلك جاء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وناشد طلحة رضي الله عنه أن يرجع عن قتاله، وألا يؤذيه بذلك، فرجع طلحة رضي الله عنه، وقرر أن ينسحب عن المعركة، فلحقه سهم غادر، ممن يريدون إشعال الفتن، ويضرهم أن يتحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان استشهاده ذلك اليوم ليلحق بحبيبه، رسول الله صلى الله عليه وأصحابه الأبرار، وحين كان الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه يستعرض شهداء المعركة، راح يصلي عليهم جميعا، الذين كانوا معه، والذين كانوا ضده، ولما فرغ من دفن طلحة رضي الله عنه، والزبير رضي الله عنه.

وقف يودعهما بكلمات جليلة، اختتمها قائلا “إني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم فى كتابة العزيز فى سورة الحجر”ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” ثم ضم قبريهما بنظراته الحانية الصافية وقال رضى الله عنه “سمعت أذناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” طلحة والزبير جاراى فى الجنة ” فرضي الله عنهم أجمعين، وكان الصحابى طلحه أمه رضي الله عنه، هى الصعبة بنت الحضرمي وهى امرأة من أهل اليمن وهي أخت العلاء بن الحضرمي، وقد أسلمت ولها صحبة وظفرت بشرف الهجرة، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت ” كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال ذلك كله يوم طلحة”

وهذا مدح وثناء عظيم من صديق هذه الأمة وشهادة صادقة لأبي محمد طلحة بن عبيد الله بثباته مع النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد التي أبلى فيها بلاء حسنا وكان موقفه عظيما في غزوة أحد يذكر به في الآخرين رضي الله عنه، وكان من مناقبه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن طلحة ممن قضى نحبه ووفى لله بما نذره على نفسه من القتال في سبيله ونصرة دينه، فعن موسى بن طلحة قال ” دخلت على معاوية بن أبى سفيان فقال، ألا أبشرك؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “طلحة ممن قضى نحبه” رواه الترمذى، وعن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما طلحة، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالوا لأعرابي جاهل، سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يتجرؤون هم على مسألته يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أين السائل عمن قضى نحبه” قال الأعرابي، أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هذا ممن قضى نحبه” وهنا بيان فضل الصحابى طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه حيث أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن طلحة ممن قضى نحبه وكان طلحة ضمن جماعة كعثمان بن عفان ومصعب وسعيد وغيرهم نذروا إذا لقوا حربا ثبتوا حتى يستشهدوا وقد ثبت طلحة يوم أحد وبذل جهده حتى شلت يده ووقى بها النبي صلى الله عليه وسلم.