عامل الناس كما تُحِب أن تُـعامل
بقلم / محموددرويش
عامل الناس كما تُحِب أن تُـعامل
كُنت أعيش دَومًا بمبدأ “عامل الناس كما تُحِب أن تُـعامل”
لا أتورع أن أكون مُحسنًا يخطب ود الجميع ، أضع قيود واشتراطـات العمل بمنـأى وأصب تركيزي على بناء علاقات طيبة على الصعيد الانساني.
أحترم فوارق السن والخبرات ، أمنح من هو أقدم أو أعلم مني أعظَم آيات التَوقير والإجلال ، وأستخدم اللين مع الأقل مني خبرة أو علمًا.
أضع الخُطط لمُساعدتهم والـرَبت على أكتافهم ليتجاوزا حُمى البدايات الصعبة.
لكـن التجارب كانت تقتل مُعتقداتي دومًا، مهما كنت انسانًا جيدًا ، الذوق العام والاحترام المُطلَق أشياء يُساء فهمها أسفًا، تُمنَح تأويلات تُـعطي لأحدهم الفُرصة ليتخطي حدوده، أو يتجاوز فيما لا يُسمَح به.
وقتها تكره ذاكَ الشخص الذي يتعامل مع مشاعر الآخرين بالشَوكة والسكّين بداخلك ، تكره الإحسان الذي يوضَع بغير مَـوضعه ، وتتسائل في داخلك: لمـاذا لا نَـعيش بسلام وندع القلوب تتنافس لإبـراز الحب والوِد!
أخطأ أهلُنا أن ربونا على المشاعر النقية ، أم أفرَطـنا في الإتّكاء على أحبـال الود؟
إنهُم وبكُلِ أسف يهابون القوي البغيض ، والمهابة تجلِب الحب الاضطراري من باب الارتماء بأحضانه لإتقاء شروره، أو ضمان الاقتراب من حليف قـوي.
أيًا يكُن، العالم مؤذي لحد قوي، وطالما بالغت في الشعور عليك بتحمُّل بذاءات البشَر!