الدكرورى يكتب عن الطريق إلى الإنحراف ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السابع مع الطريق إلى الإنحراف، وأيضا الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة، وتقليد الآخرين والاقتداء بسلوكهم الفوضوي، والتعثر الدراسي، ومصاحبة أقران السوء، وأما عن التغير النفسي فقيل إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيرا قويا على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحيانا، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، أي مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة، ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه.
في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة، وأن المراهق يحتاج إلى من يتفهم حالته النفسية ويراعي احتياجاته الجسدية، ولذا فهو بحاجة إلى صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وعطف وصراحة، صديق يستمع إليه حتى النهاية دون مقاطعة أو سخرية أو شك، كما يحتاج إلى الأم الصديقة والأب المتفهم، ويجب على أولياء الأمور إلى التوقف الفوري عن محاولات برمجة حياة المراهق، ويقدم بدلا منها الحوار، والتحلي بالصبر، واحترم استقلاليته وتفكيره، والتعامل معه كشخص كبير، وغمره بالحنان وشمله بمزيد من الاهتمام، وكذلك يجب على الأمهات بضرورة إشراك الأب.
في تحمل عبء تربية أولاده في هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم، فإن الأم يجب أن تشجع ابنها، وتبث التفاؤل في نفسه، وتجمل أسلوبها معه، وان تحرص على انتقاء الكلمات كما تنتقي أطايب الثمر، وأيضا أيها الأب أعطه قدرا من الحرية بإشرافك ورضاك، لكن من المهم أن تتفق معه على احترام الوقت وتحديده، وكافئه إن أحسن كما تعاقبه إن أساء، حاول تفهم مشاكله والبحث معه عن حل، اهتم بتوجيهه إلى الصحبة الصالحة، كن له قدوة حسنة ومثلاً أعلى، احترم أسراره وخصوصياته، ولا تسخر منه أبدا، وصاحبه وتعامل معه كأنه شاب، فاصطحبه إلى المسجد لأداء الصلاة وخاصة الجمعة والعيدين، وأَجب عن كل أسئلته مهما كانت بكل صراحة.
ووضوح ودون حرج، وخصص له وقتا منتظما للجلوس معه، وأشركه في النشاطات الاجتماعية العائلية كزيارة المرضى وصلة الأرحام، ونمّ لديه الوازع الديني وأشعره بأهمية حسن الخلق، وكما يجب على الأمهات بمراعاة عدد من الملاحظات المهمة في التعامل مع بناتهن في مرحلة المراهقة فيجب على الأمهات أن يتعلمن فن معاملة المراهقات، وتعلمها أنها تنتقل من مرحلة الطفولة، إلى مرحلة جديدة تسمّى مرحلة التكليف، وأنها كبرت وأصبحت مسؤولة عن تصرفاتها، وأن تقول لها إنها مثلما زادت مسؤولياتها فقد زادت حقوقها، وإنها أصبحت عضوا كاملا في الأسرة تشارك في القرارات، ويؤخذ رأيها فيما يخصها.
وتوكل له مهام تؤديها للثقة فيها وفي قدراتها، علميها الأمور الشرعية كالاغتسال، وكيفية التطهر، سواء من الدورة الشهرية أو من الإفرازات، وأن تبتعد الأم عن مواجهتها بأخطائها، وأن تقيم علاقات وطيدة وحميمة معها، وأن تدعم كل تصرف إيجابي وسلوك حسن صادر عنها، وأن تسري لها بملاحظات ولا تنصحها على الملأ فإن لكل فعل ردة فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه، وأن تقصر استخدام السلطة في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، وان تستعين بالله وتدعي لها كثيرا، ولا تدعي عليها مطلقا، وأن تذكر أن الزمن جزء من العلاج، وأن تفتح قناة للاتصال معها، وأن تجلس وتتحاور معها لتفهم كيف تفكر، وما ذا تحب من الأمور وماذا تكره؟