الدكرورى يكتب عن عبد الله بن مسعود الهُذلي “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
عبد الله بن مسعود الهُذلي “جزء 1″
هو أحد العبادله المشهورين من الصحابة الكرام، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وقد كان هذا الصحابى في يوم يرعى غنم الجاهلي الكافر عقبة بن أبي معيط، فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له”يا غلام هل من لبن؟” فقال هذا الغلام ” نعم ولكني أمين على هذه الغنم” فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “فهل من شاة لم ينز عليها الفحل” أي بمعنى أنها لا تدر اللبن، فقال “نعم” فأتيته بواحدة وكانت لا تدر اللبن، فما إن مسح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بيده المباركة على درعها حتى نزل اللبن، فشرب هو وأبو بكر، فقال”يا رسول الله لو تعلمني” فقال صلى الله عليه وسلم له “يرحمك الله إنك غلام معلم “أتدرون من هذا الغلام الذى قال له النبى صلى الله عليه وسلم.
هذا الكلام، إنه الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود، ولقد أنعم الله تعالى علينا وبعث إلى البشرية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لهداية الناس أجمعين، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، فهدى الله من يشاء من عباده، فكان جيل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أعظم الذين دخلوا الإسلام، ومن هؤلاء كان هو عبد الله بن مسعود، وهذا الرجل الذي كان في الجاهلية يرعى الأغنام، فأصبح بعد دخوله الإسلام أحد كبار العلماء ورواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن هو عبد الله بن مسعود؟ إنه هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهُذلي حليف بني زهرة، وهو صحابي وفقيه ومقرئ ومحدث، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو أحد السابقين إلى الإسلام.
وهو صاحب نعلي النبي صلى الله عليه وسلم، وسواكه، وهو واحد ممن هاجروا الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وممن أدركوا القبلتين، وقد تولى قضاء الكوفة وبيت مالها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وصدر من خلافة عثمان بن عفان، وكان من بنو زهره وهم بنو زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إِلياس بن مُضر بن نِزار بن معد بن عدنان، وهو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، ولقد كان يُكنى بأبي عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجرى البدرى، وكان حليفا لبني زهرة، وكان من الصفات الخلقية التي اتصف بها أنه لم يكن ذا طول، وكان وزنه خفيف جدا.
أما إسلامه فقد رُوي أنّه كان من أوائل الذي أسلموا، وقيل إنه سادس من أسلم، وشارك في غزوة بدر، وغزوة أحد، والخندق، وبيعة الرضوان، وغيرها من الغزوات والمشاهد، وقد هاجر الهجرتين، وكانت أمّه من بني زهرة وهي أم عبد بنت عبد ود بن سوي، وقيل أنه هو أول من جهر بالقرآن الكريم في مكة، وقد كان ذلك لما سمعه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بأنهم يُودون لو أن أحدا شديدا قويا من أهل مكة له عشيرة تحميه يجهر بالقرآن الكريم أمام المشركين ويتحدّاهم بذلك، فأحب ابن مسعود أن يكون هو من يفعل ذلك، فحاول أصحابه ثنيه لكنه رفض، ولمّا أن جاء الغد أقبل واقفا في المقام وقرأ ما تيسر له من سورة الرحمن، فأسرع إليه المشركون مبغضون.
لما جهر به يضربونه في وجهه، حتى أثر فيه ضربهم، ثم انصرفوا عنه، ولقيه أصحابه بعد ذلك ينوي أن يعيد الكرة، فقالوا له أن حسبُك قد أسمعتهم ما لا يعجبهم، فإن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هم أصحاب رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، من الذين لاقوه في حياته وماتوا على الإسلام، وهم الذين بذلوا ما بين أيديهم لنصرة الرسالة السماوية التي كلف بها النبى صلى الله عليه وسلم، فنصروه وشدوا عضده، وأنفقوا من أموالهم وأنفسهم في سبيل الله ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونالوا بذلك رضوان من الله سبحانه وتعالى ورحمة، وقال الله تعالى في القرآن الكريم “والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه”