الدكرورى يكتب عن عبد الله بن مسعود الهُذلي “جزء 5”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
عبد الله بن مسعود الهُذلي “جزء 5”
ونكمل الجزء الخامس مع عبد الله بن مسعود الهُذلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” اسكت أو اجلس، فإن التشقيق من الشيطان، وإن البيان من السحر ” ثم قال صلى الله عليه وسلم “يا ابن أم عبد، قم فاخطب ” فقام، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال ” أيها الناس، إن الله عز وجل، ربنا، وإن الإسلام ديننا، وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن هذا نبينا، وأومأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رضينا ما رضي الله لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله، والسلام عليكم ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أصاب ابن أم عبد وصدق، رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد، وكرهت ما كره الله لأمتي وابن أم عبد ” وقد لازم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عنه الكثير من الأحاديث، وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم، بينه وبين سعد بن معاذ رضي الله عنهم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وتجدر الإشارة إلى أن عبد الله بن مسعود كان شديد وغزير العلم، وقال عن نفسه ” والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لأتيته” وأضاف قائلا والله لقد أخذت من فِي أى من كلام، رسول الله صلى الله عليه وسلم، بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم ” فكان من فقهاء الأمة وعلمائهم، ووردت العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
التي تبيّن مكانته ومنزلته وفضله، وقد كانت غزوة الخندق من الغزوات التي شارك فيها ابن مسعود رضي الله عنه، وثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم، مع ثمانين آخرين من الصحابة من المهاجرين والأنصار، وكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى تولى المشركين على أعقابهم، كما كان لابن مسعود العديد من المواقف مع الصحابة رضي الله عنهم، ومن ذلك ما كان من ثناء عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليه عندما أرسله إلى الكوفة مُعلما ووزيرا، وكتب إلى أهل الكوفة مخاطبا لهم ” إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل بدر، فاقتدوا بهما وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي ”
وقد روي عن ابن مسعود العديد من الأقوال الغنية بالحكم والمواعظ، منها قوله “اغد عالما أو متعلما أو مستمعا، ولا تكن الرابع فتهلك ” وكما قال رضى الله عنه ” من اراد أن يكرم دينه فلا يدخل على الشيطان، ولا يخلون بالنساء، ولا يخاصمن أصحاب الأهواء ” وعن ابن مسعود، قال “إني لمستتر بأستار الكعبة، إذ جاء ثلاثة نفر ثقفي وختناه قرشيان، كثير شحم بطونهم، قليل فقههم، فتحدثوا الحديث بينهم، فقال أحدهم أترى الله يسمع ما قلنا؟ وقال الآخر إذا رفعنا سمع، وإذا خفضنا لم يسمع، وقال الآخر إن كان يسمع إذا رفعنا، فإنه يسمع إذا خفضنا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فأنزل الله تعالى فى سورة فصلت “وما كنت تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم”
وعن أنس بن مالك، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ” من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟ ” فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء، حتى برد، قال فأخذ بلحيته، فقال آنت أبو جهل؟ فقال وهل فوق رجل قتلتموه؟ أو قال قتله قومه، وفي رواية قال فلو غير أكار قتلني؟ وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم حنين فولى عنه الناس، وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما، ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة، قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم، على بغلته، يمضي قدما، فحادت بغلته، فمال عن السرج فسد نحره، فقلت ارتفع رفعك الله.