كم نَصحتُكَ

كم نَصحتُكَ

بقلم دكتوره ناديه حلمي

كم نَصحتُكَ… كذّبتنِى، فكانت

تِلكَ مصيدة اللئِيم، ونصحتنِى

بِالقُربِ مِنهُم، ولكِننى خبرتُهُم

عن ظهرِ قلب، وفِى كُلِ صوبٍ وحِين

إنهُم قد مزّقُوا سيفَ الحياءِ

بِكُلِ قصد، وأمتصُوا فِينا مِن

دماءٍ فِى كُلِ قطرٍ مُتعطِشين…

ولِلفُكاهة، قد قامُوا بعدَ رشفُنا

بِكُلِ فخر فِى بجاحة، بِالنداءِ

على الصلاةِ ساعةَ الآذان

إنِى لأشعُرُ يا صدِيقِى مِنهُم

بِالمرارة، من مِنا لم يُذِقْ المرارة

بِفعلِهِم فِى وقاحة، ينهالُوا

صفعاً مِن سِنِين… فلقد نبُتُ

فِى كُرهِهُم مُنذُ أن جِئتُ إليهُم

فِى إشتِهاءٍ كالجنِين

أعفُو وأصفِح كى يتُوبُوا فِى

دلِيل، قد مزّقُوا كُلَ العِهُودِ فِى

صفاقة، وأرتابُوا مِنا، ثُمّ رمُونا

غدراً كالسجِين… ليسَ إنتِصاراً

يا صدِيقِى أو خِسارة، والذنبُ

أنا وثقنا فِيهُم مُنذُ أن جاءُوا

إلينا ضاحِكِين