الدكرورى يكتب عن مسلم بن عقيل الهاشمي “جزء 5”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
مسلم بن عقيل الهاشمي “جزء 5″ونكمل الجزء الخامس مع مسلم بن عقيل الهاشمي، ولما أجهدتهم بسالته طلب منه قائدهم محمد بن الأشعث أن يتوقف عن القتال ويمنحونه الأمان، فألقوا القبض عليه، وبعد ذلك تنكروا لهذا الوعد وألقوا به من فوق قصر بن زياد فاشتشهد، وظل التاريخ محتفظا له بمكانته، وقد تزوج مسلم بن عقيل رضى الله عنه، من السيده رقية بنت الإمام على رضى الله عنه، فولدت له عبدالله وعلي، وكان له ابن يسمى محمد وهو من أم ولد، وأما ولداه، مسلم وعبدالعزيز لم يعيّن ابن قتيبة أمهما، وقيل أن له بنت اسمها حميدة وكانت أمها هى السيده أم كلثوم الصغرى بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وحيث لا يصح الجمع بين الاختين.
فلابد من فراق احداهما أو موتها، وقد تزوج السيده حميدة بنت مسلم، ابن عمها وابن خالتها عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، وأمه زينب الصغرى بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وكان شيخا جليلا محدثا فقيها وقد عده الشيخ الطوسي من رجال الامام الصادق رضى الله عنه، وقد جزم الترمذي بصدقه ووثاقته، وقد خرّج حديثه في جامعه، كما احتج به أحمد بن حنبل والبخاري وأبو داود وابن ماجة القزويني وقد مات سنة مائه واتنين وأربعين من الهجره، وقد ولدت السيده حميدة، بنها محمد، وقد أعقب محمد من خمسة أولاد وهم، القاسم وعقيل وعلي وطاهر وابراهيم، وقد كانوا أولاد مسلم الذكور خمسة أولاد.
وهم، عبدالله ومحمد، وقد استشهدا يوم الطف، واثنان قتلا بالكوفة، ولم نقف على شيء من أمر الخامس، وكان من حديث المقتولين بالكوفة ما يحدث به الشيخ الصدوق، عن رجاله قال، اسر طفلان من عسكر الحسين، فجيء بهما الى ابن زياد، فدفعهما الى رجل، وأوصاه بالتضييق عليهما حتى في الطعام والشراب، فمكثا في الحبس سنة فقال أحدهما للآخر، لقد طال الحبس بنا ويوشك أن تفنى أعمارنا، فاذا جاء الشيخ، فأعلمه بمكاننا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعله يوسّع علينا، ولما جاء الرجل سألاه هل تعرف رسول الله محمد بن عبدالله؟ قال هو نبيي، ثم سألاه عن جعفر الطيار، فقال لهم إنه الذي أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة.
فسألاه عن علي بن أبي طالب، فقال لهم، إنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا له نحن من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبيك، ومن أولاد مسلم بن عقيل وقد ضيّقت علينا حتى في الطعام والشراب، فانكبّ الرجل عليهما يقبّلهما، ويعتذر من التقصير معهما مع مالهما من المنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهما، اذا جنّ الليل أفتح لكما باب السجن، وخذا أي طريق شئتما، ولما أن جاء الليل أخرجهما وقال، سيرا في الليل، واكمنا في النهار حتى يجعل الله لكما من أمره فرجا، فهرب الغلامان، ولما أن جن عليهما الليل انتهيا الى عجوز كانت واقفة على باب دارها تنتظر ولدا لها، فوقفا عليها وعرفاها بأنهما غريبان.
من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يهتديان الى الطريق واستضافاها سواد هذه الليلة، فأدخلتهما البيت وقدمت لهما الطعام والشراب فأكلا، وشربا وباتا راجيين السلامة، واعتنق أحدهما الآخر وناما، وفي تلك الليلة أقبل الولد ابن العجوز وقد أجهده الطلب للغلامين وقص على العجوز هرب الغلامين من سجن ابن زياد، وانه نادى عسكره من أتاه برأسيهما فله ألفا درهم، فحذرته العجوز من العذاب الأليم، ومخاصمة جدهما محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لافائدة في دنيا ولاآخرة معها، فارتاب الرجل من هذا الوعظ، وظن الغلامين عندها، ولما ألح على أن تخبره بما عندها وهي كاتمة عليه أمرهما، فأخذ يفحص البيت عنهما فوجدهما نائمين.