إستراتيجيات للناشئين ومدارس الكرة
بقلم: محموددرويش
إستراتيجيات للناشئين ومدارس الكرة
الإهتمام بمنظومة الناشئين يعتبر واحدا من أهم عناصر التطوير في كرة القدم، وهو العنصر الذي تم إهماله عمدا منذ سنوات بعد أن تحولت الأندية من مكان لتفريخ الناشئين إلى معرض لشراء اللاعب الجاهز وهو أمر يحتاج لوقفة بعد أن أهملته الإتحادات المتعاقبة وتركت المجال لمحترفي البيزنس لكي يستغلوا الموقف ويؤسسوا الأكاديميات التي تعود عليهم بالمكاسب دون أي نتاج فني.
والإهتمام بمنظومة الناشئين هو العنصر الثامن في سلسلة الحلقات الخاصة بتطوير الكرة المصرية بعد أن تحدثت من قبل عن دور إتحاد الكرة، وتطوير الدوري، وتطبيق اللوائح بصرامة، وتطوير منظومة التحكيم، والإستعانة بتقنية الفار المتكاملة والتي لا تعتمد على كاميرات التليفزيون، وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف التي سبقتنا إليها أوروبا، ثم الإهتمام الأكبر بملف الجماهير التي تمثل روح اللعبة الشعبية الأولى.
في السنوات الماضية تضاءل جدا إهتمام إدارات الكرة بمنظومة الناشئين وركز هواة الكراسي فقط على الوجاهة الإجتماعية والبيزنس للحصول على أكبر مكاسب قبل ترك الكرسي، أما المصلحة العامة فإلى الجحيم!!
وأبرز دلائل عدم الإهتمام بملف الناشئين أن مصر أصبحت غير متواجدة تقريبا في بطولات الناشئين تحت 17 سنة وهي المرحلة التنافسية الأولى على المستوى الأفريقي والدولي منذ المرة الوحيدة التي فازت ببطولتها الأفريقية عام 1997 ، أي منذ ربع قرن ولم تتأهل مصر لكأس العالم لهذه المرحلة السنية منذ ذلك التاريخ.
وفي المرحلة السنية الثانية تحت 20 سنة كان العصر الذهبي أيام المنتخب الذي قاده القدير الكابتن حسن شحاته في 2003 وهو الجيل الذي أمد المنتخب الأول بلاعبين قادوا مصر لاحقا لأزهى عصورها الكروية ومن بعدها لم يظهر جيل سوى الذي قاده ربيع ياسين عام 2013 والذي كان الوحيد الذي وصل لكأس العالم لهذه المرحلة السنية على مدى 19 عاما.
لم يفكر أحد في وضع منظومة واضحة المعالم لإفراز الناشئين وتوسيع القاعدة في مصر في ظل سيطرة أهل البيزنس وزاد الأمر سوءا بعدم إهتمام الأندية الكبرى بتفريخ الناشئين بعد أن سادت ظاهرة “شراء العبد ولا تربيته” والتي سيطرت على سوق الكرة بسبب السماسرة الذين وجدوا أن مصالحهم في بيع وشراء اللاعبين الجاهزين وإستقدام الأجانب وكان ذلك سببا في تراجع الكرة في بعد إنتهاء الجيل الذهبي لمصر الحاصل على كأس الأمم 3 مرات متتالية.
أول الحلول هو إجبار الأندية على الإهتمام بالناشئين بربط نتائج الفريق الأول بنتائج الناشئين كما تنبهت رياضات أخرى ونفذت تلك الإستراتيجية مثل اليد والسلة ومؤخرا الكرة الطائرة.
الحل الثاني هو وضع منظومة مركزية مشتركة تطبق في كل ربوع مصر للكشف عن المواهب وبخاصة في صعيد مصر الزاخر بالنجوم والتي لا نستطيع الوصول إليها ومن الممكن أن يشرف على تلك المنظومة لجنة مشتركة من إتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة وأعلم عن قرب مدى إهتمام الوزير د أشرف صبحي بتلك القضية.
والحل الثالث يكمن في وضع عيون خبيرة في كل محافظات مصر لكشف المواهب الغير قادرة على إيجاد طريقها لبعد المسافات وإختيار العناصر الصالحة لمنتخبات الناشئين أول المراحل السنية التنافسية حتى تعود مصر أولا بفرق ناشئين متتالية تمد المنتخب التالي وهو الشباب ثم المنتخب الأوليمبي ومن بعده المنتخب الأول. وأخيرا يجب تقنين أكاديميات الكرة التي إنتشرت بشكل رهيب لتمتص دماء أولياء الأمور دون طائل حقيقي من ورائها
وإلى علاج جديد لأمراض الكرة المصرية المزمنة!!