الدكرورى يكتب عن الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 1
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 1″
إذا تأملنا فى حالنا اليوم وما وصلنا إليه من أمور لا تليق بالمسلمين تماما وما هذه بأخلاق المسلم العاقل من أمور لا ترضى الله ولا ترضى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فسوف تكون الأجابه على هذا السؤال هو بلا شك سوء تربيه، فما أشد حاجة العالم اليوم إلى هداية القرآن الكريم، فإن أزمة العالم الآن أزمة أخلاقية، وما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن، وإذا كان خطأ المسلمين في هذا الزمان بعدهم عن أخلاق القرآن فإن من أوجب الواجبات عليهم العودة إلى أخلاقه متمثلين النموذج العملي الأكمل في امتثال الأخلاق القرآنية وهو من تنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم وهو الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم.
لامتثاله الأخلاق القرآنية المبثوثة في طول القرآن وعرضه، فقد كان أجمع الخَلق خُلقا، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقا وامتثالا، يقول تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” كما هو منطوق حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم قالت ” كان خلقه القرآن” رواه احمد، وإننا إذ نذود عن القرآن الكريم الآن لنرجو أن يكون القرآن خير من يدافع عنا يوم لا نجد نصيرا ولا مدافعا، فإذا داوم المسلمون على تلاوته، وتدبر معانيه، وعملوا به، وتعلموه وعلموه أبناءهم، كان له أعظم النفع، فبه صلاح المجتمع، حيث تنتشر الرحمة والعدل، وتنصلح القلوب، وتكثر الخيرات، وتندفع الشرور والمهلكات، فيجب علينا أن نعيد الحسابات من جديد.
وعلى من يريد أن يتزوج عليه أن يختار المرأة الصالحة، فيقول الله تعالى ” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” وذلك عند تكوين أساس الأسرة بين الزوج والزوجة، ثم إذا قدر الله حصول ذرية فإن الأبوين مكلفان بتربية هذه الذرية من صغرها وتعاهدها بالصلاح والاستقامة، ولقد تفضل الله تعالى بالنعمه العظيمه على الإنسان بأن منحه عقلا يميز به بين الخير والشر، نعمة كبرى تلك التي منّ الله تعالى بها على الإنسان، فوهبه عقلا يعرف به الحق من الباطل، ويعرف بها الهدى من الضلال، ويدرك بها مصالح الدنيا والآخرة، ويعرف كيف يتوقى الأشرار والأضرار، ويجني الفوائد والخيرات والمصالح، إنها نعمة عظمى ميز الله بها الإنسان.
فبها يصلح دينه، وبها تصلح دنياه، وبها يستقيم في شأنه الخاص وفي شأنه العام، فبقدر كمال العقل ونضوجه، وصلاحه وسلامته، وكماله وجماله يتحقق للإنسان الفوز في الدنيا والآخرة، نعم إنها نعمة عظمى أن جعلنا الله تعالى على هذا النحو من الخلق، فأخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا، ووهب لنا آلات ندرك بها شيئا فشيئا مصالحنا، حتى تكتمل تلك الآلات، وما تثمره من المعارف والمنافع، فتكمل للإنسان النعمة بتمام العقل الذي يدرك به صلاح دينه ودنياه، وصلاح معاشه وأخراه، فالبيت مدرسة لهم والأبوان معلمان ومتحملان لأمانة فالرجل راع على أهل بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.
وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وهناك أمور مشتركة بين الأبوين يتعاونان عليها وهناك أمور خاصة لكل منهما فالأبناء على الأب خاصة أن يربيهم على الخير والبنات على الأم خاصة أن تربيهن على الخير فالأب يتعاهد أبناءه من الصغر يأمرهم بالصلاة حين يبلغون سن التمييز، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مروا أولادكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ، هذه ثلاثة أوامر من الرسول صلى الله عليه وسلم نحو الأولاد أن يؤمروا بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، وإذا بلغوا العشر وتكاسلوا عنها يضربون حتى يتأدبوا ويحافظوا عليها، والثالث يفرق بينهم بالفرش فلا يتركون ينام بعضهم إلى جانب بعض خشية من الفتنة، ولئلا ينشؤوا على التساهل في الأعراض”