الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع الآباء والتفريط فى حق المجتمع، وإن الأم مكلفة ببناتها من ناحية دينهن ومن ناحية سترهن ولباسهن ومن ناحية شعورهن، فهي تربيهن على الشريعة وعلى الدين ولا تتركهن يذهبن مع البنات السائبات المسيبات على الأم مسؤولية عظيمة نحو بناتها وعلى الأب مسؤولية عظيمة نحو أبناءه، ولقد حرص أعداء الإسلام حرصا شديدا، على إضعاف هذه الأمة بشتى الوسائل، إما بإلهائهم وتضييع أوقاتهم، وإما بنشر وسائل الدعارة والمجون، أو التشكيك في مسلمات الدين وثوابته، ألا وإن من أعظم عتادهم، وأخطر سلاحهم، سلاح فتك بالأمة أيما فتك، راح ضحيته الآلاف بل الملايين، شتت بسببه الأسر، وهتكت الأعراض، وسالت الدماء.

وانتشرت الأمراض، واختلت عقول، وامتلأت بسببه مستشفيات المصحات والمجانين، واكتظت السجون، ويُتمت بسببه ألاف الأطفال، ورملت النساء، إنه الداء العضال، والسلام الفعال، إنه داء المخدرات والمسكرات، فكم من عقول سليمة سلبها، وكم من أسر مترابطة فككها ودمرها، إنها المخدرات وما أدراك ما المخدرات إنها تقضي على الفرد في أعز ما يملك وهو عقله، وبالتالي تقضي على دينه وصحته وسلوكه، وتقضي على المجتمعات بالإخلال بأمنها، وجلب الفساد والفوضى إليها، وتدهور اقتصادها، وإعاقة تنميتها، وتفكك أسرها، فهي أم الخبائث، ورأس الفتن والشرور، وكبيرة من كبائر الذنوب، متعاطيها معرض نفسه لوعيد الله ولعنته وغضبه.

والمدمن مفسد لدينه وبدنه، وأسرته ومجتمعه، وساعى إلى الإثم والعدوان، وصائل متمرد على الأخلاق والقيم، وهو عضو مسموم في المجتمع، إذا استفحل أمره وتطاير شرره، أصابه بالخراب والدمار، ومتى غاب عقل المدمن، نسي ربه، فترك الصلاة, فعندها لا يتورع عن القتل، والزنى، والخطف، بل وحتى الوقوع على محارمه، بل قد يسب الدين، وكم أحدثت من بغضاء وكم زرعت من عداوة، وكم فرقت من اجتماع، وكم ضيعت من أمة، وكم شتتت من أسرة، وكم فرقت بين رجل وزوجته وأب وبنيه، فأيكم يهتم بأولاده فيخرج به إلى المسجد في كل صلاة من الصلوات الخمس يأخذ بأيديهم إلى جنبه يصلون معه ويتعلمون الصلاة.

وأيكم يجلس مع أولاده كل يوم يسألهم ماذا تعلموا كم حفظوا من القرآن ما يحفظون من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا أظن إلا القليل منكم يقوم بذلك وكذلك المرأة لا تهتم ببناتها إلا ما شاء الله، والأب والأم يتركون الأولاد الصغار للمربين والمربيات وإلى دور الحضانة ويخرجون لأعمالهم ووظائفهم تاركين للأمانة التي حملهم الله إياها، والمربون والمربيات ودور الحضانة لا تهتم بهم لأنهم أجراء لا يهتمون بدينهم وأخلاقهم هذه مسؤولية الأبوين فاتقوا الله في أولادكم ربوهم على الخير حتى إذا احتجتم في آخر العمر إلى خدمتهم يقومون برد الجميل، فيقول الله عز وجل ” إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا”

وإذا كان الأبوان لم يربيا أولادهما وهم صغار فكيف يطلبون منهم البر إذا كبروا واحتاجوا إلى ذلك فاتقوا الله عباد الله وتحملوا مسؤوليتكم نحو أبناءكم والفتن اليوم كما تعلمون تتخطف الأولاد في الشوارع في التجمعات في كل مكان، فمنهم من يتخطفهم يروج فيهم الخمور والمسكرات والمخدرات ومنهم من يتخطفهم ليفسد أعراضهم ومنهم من يتخطفهم ليفسد دينهم ويزرع فيهم الإلحاد والخروج من الدين فهم بين هذه التيارات إذا أهملوا ذهبوا معها وإذا تعاهدهم أبوهم وأبوهم بالذات لأنه هو القوي إذا راعاهم وحافظ عليهم وجنبهم هذه المخاطر فإن الله سبحانه وتعالى يعينه ويسدده أما إذا أهمل فإنه ضيع أمانته التي حملها الله إياها.