الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 3″

الدكرورى يكتب عن الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع الآباء والتفريط فى حق المجتمع، وسيقول بعضكم الصلاح بيد الله، نقول نعم الصلاح بيد الله حيث قال عز وجل ” إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء” ولكن أنت عليك السبب والصلاح بيد الله، وفعل السبب الذي حملك الله به أمرك به فهل بذلته هل قمت به أو تريد صلاحا بدون سبب لا يكون هذا الأمور مربوطة بأسبابها مع توفيق الله سبحانه وتعالى، فإذا أهملت وضيعت ولم تقم بالسبب فإنك مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن أمانتك وسيحاسبك ولدك يوم القيامة بأنك ضيعته صغيرا ولم تتحمل مسؤوليته فاتقوا الله عباد الله حافظوا على أولادكم في البيوت حافظوا عليهم في الأسواق حافظوا عليهم في التجمعات لا تهملوهم.

فينشؤون على ما اعتادوه، فأي إهمال أو تفريط يقع من الآباء في هذا الشأن فهو جريمة يرتكبها الأب أو الأم في حق ولده، بل وفي حق المجتمع كله، ذلك المجتمع الذي انتدبنا الله عز وجل لإعماره وإصلاحه بما يتسق مع القوانين الربانية الإلهية، وأي خلل ولوكان بسيطا من شأنه أن يعطل مسيرة الإعمار والإصلاح في الأرض لذلك كانت مهمة التربية فضلا عن كونها مهمة فردية فهي مهمة مجتمعية من الطراز الأول، حيث فساد المجتمع مرتبط بشكل أساسي بفساد أفراده حيث يقول عز وجل ” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون” وأيضا كذلك صلاحه كذلك مرتبط بصلاحهم وتقواهم.

وهناك مجتمعات إسلامية فرّط أفرادها في أداء هذا الواجب والقيام بهذه المهمة على وجهها، فكانت النتيجة شرا ووبالا على المجتمع بجميع أفراده وهيئاته ومؤسساته، ففضلا عن تفشي الأخلاق السيئة بين الشباب والأطفال وحتى الكبار، فإن أمراضًا مجتمعية خطيرة باتت تنهش في جسد الأمة الكليل، تقوض أركانه، وتزعزع مبادئه، وتهدم بناءه، وذلك لضعف التربية وإهمال الآباء لزرع القيم والمبادئ لدى النشء، وليس مجرد زرعها وإثبات الإعجاب بما فيها فقط، وإنما التحرك بها، واعتبارها الوقود الذي يدفع عجلة الحياة إلى الأمام، وهذا يحتاج من الآباء إلى جهد مضاعف فلا يهتم الوالد بجمع الأموال اللازمة لتعليم الفتى أو الفتاة وكسوتهما وإطعامهما فحسب.

بل يعلم نفسه ويثقفها أولا ليكون جديرا بأداء المهمة التربوية، ثم يشرع في إصلاح نفسه ليكون القدوة التي يضعها الأبناء دوما تحت مجهر النقد والتقليد، وبدون ذلك فإنه لن يتمكن من إخراج منتج تربوي جيد يفخر به ويدفع معه عجلة الإصلاح والنهضة، وإن المسلم الحق يهمه ويكرثه مسلك بنيه نحو ربهم وإخوانهم، وليست وظيفته ومهمته أن يزحم المجتمع بأولاد، ترك حبلهم على غاربِهم وهذا هو هدي الأولين من المؤمنين ، فيا أيها الآباء الأفاضل، إن من المشكلاتِ الكبرى، والنوازلِ العظمى، التي أصيبت بها كثير من المجتمعات الإسلامية تقصير الوالدين في رعاية أولادهما، وتربيتهم على البر والتقوى، ومعالم هذا التقصير كثيرة عديدة.

وأما آثار المخدرات على أمن الأمة، فقد أثبتت الدراسات الأمنية، وجود رابطة قوية بين متعاطي المخدرات وأصحاب الجرائم، من جرائم السلب، والقتل، والاغتصاب، والسطو، من أجل ماذا؟ من اجل الحصول على المخدرات، فالمدمن لا يتورع عن ارتكاب أي جريمة، من أجل الحصول على هذه المخدرات ، فالخمور والمخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطرا يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار، فالخمر والمخدرات وما كان في معناهما حرام قليله وكثيره، حتى وان لم يذهب العقل إلا بالكثير منه فقليله حرام، فعن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أسكر كثيرة فقليله حرام” رواه أبو داود.