الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 1″

إن الإسلام هو دين لكل البشر فلا تفريق فيه بين الأجناس والألوان، ولا بين اللغات والبلدان، لا قومية لا طبقية لا عنصرية، لا تفاضل إلا بالعلم والتقوى، فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال ” يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى” وهكذا فإن ديننا الإسلامي العظيم دين كتب الله له الخلود حتى يذهب زمان الحياة الدنيا، فليس هناك خطر على الإسلام مهما تكالب عليه الأعداء، وحاكوا له المؤامرات، وبذلوا الجهود المختلفة من أجل إطفاء نوره، ولقد حورب الإسلام منذ بزوغه إلى يومنا هذا حروبا عدة ظاهرا وباطنا.

حورب فكريا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، فحاربته قريش واليهود، والمشركون من خارج مكة، وحاربه المجوس والرومان، والهندوس والصليبيون، والتتار والمغول والبربر، وحاربه الاستعمار الحديث تحت مسميات عدة، وأساليب شتى، ومع هذه الحرب الضروس الممتدة لم يزدد الإسلام إلا لمعانا وتوهجا، وثباتا، ورسوخا، وانتشارا وامتدادا، إنه كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر”

وإن الحروب المعاصرة ضد الإسلام صنعت للإسلام دعاية إعلامية واسعة النطاق في أرجاء العالم، ومع التطور الإعلامى الحديث بدأ من لا يعرف الإسلام حينما يتابع مجريات الأحداث الدولية الساخنة وهو يرى الغرب وحلفاءه يحاربون الإسلام والمسلمين، بدأ يقرأ عن الإسلام ويهتم بالبحث عنه، وهذا أدى إلى قلق المحاربين للإسلام لأن الناس عرفوا الإسلام وأنه هو الحق الذى غاب بل وغيّب عنهم كثيرا، وإن وصل إليهم شيء عنه فى صورة مشوهة، فالإسلام شرع يتغلغل في أعماق دول الكفر، ويسيح فيها سيحان النهر الجارى الذى لا يصده شيء، ويسرع إسراع الغيث استدبرته الريح، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال.

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مدينة هرقل تفتح أولا ” يعنى قسطنطينية، وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني رحمه الله بعد ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح، وسيتحقق الفتح الثانى في روما عاصمة الفاتيكان، بإذن الله تعالى ولا بد، فيا أيها المسلمون، اعلموا علم اليقين أنه لن يقف أمام الإسلام شيء، لأنه يسير وعين الله ترعاه، وقوته تحفظه وتدفع عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين، فأبشروا وأملوا، ولكن ابذلوا واعملوا، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فيا أيها الناس اتقوا الله والزموا الحق فإن الله تعالى هو الحق، وقوله الحق ودينه الحق.

ورسوله حق، ووعده حق، ولقاءه حق، والجنة حق والنار حق، فاثبتوا على الحق فإن الحق وأهله في الجنة، وإن الباطل وأهله في النار، ألا وإن الأعمار منتهية والحياة منقضية، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون، فإن للثبات على الحق أسبابا وللضلال عنه أبوابا، فاطلبوا أسباب الثبات عليه واحذروا وفروا من أبواب الضلال عنه فإنه من يتحرى الخير يلقه، ومن يتوقى الشر يوقه، ومن لا يتحرى ولا يتوقى فإنه من الأخسرين الهالكين شرعا، وإن من أسباب الثبات على الدين الحق أن يعترف المرء بمنة الله عليه ويغتبط بالهداية له وفيه، ومن أسباب الثبات على الدين الحق، الاستقامة على ما علم منه بالعمل به بالتقرب إلى الله تعالى.