الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع الإسلام هو الدين الشامل، ومن أسباب الثبات على الدين الحق، الاستقامة على ما علم منه بالعمل به بالتقرب إلى الله تعالى بأداء ما افترض الله عليه، والبعد عما نهاه الله عنه وترك الركون إلى الظالمين والفاسقين وترك ما اشتبه عليه حكمه والاستكثار من النوافل، والتوبة إلى الله تعالى من الخطيئة، وإتباع السيئات بالحسنات، وإن من أعظم أسباب الثبات على الدين الحق الإلحاح على الله تعالى بالدعاء مع الضراعة طلبا للثبات عليه والعصمة من الزيغ عنه والبراءة من الحول والقوة إلا بالله تعالى، ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” ربي زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم أن يقول ” اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك ” وقال صلى الله عليه وسلم ” ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة” ومن أعظم أسباب الثبات على الحق دعوة الناس إليه وثبتهم عليه فإنه جهاد، والمجاهد لله وبه مثبت ومهدي ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله، ومن دعى إلى الهدى كان له مثل أجور من تبعه، وقال صلى الله عليه وسلم ” فو الله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” وإن من موجبات الثبات على الحق والهدى مجالسة أهل الإيمان والتقوى وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم ” لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي”
وفيه أيضا يقول صلى الله عليه وسلم ” هم القوم لا يشقى بهم جليسهم” وذلك لأنهم يدلون على الهدى ويزجرون عن الردى، ويعينون على التقوى، وأيضا من أسباب الثبات على الدين الحق هو الإعراض والفرار عن مجالس الخصومات والجدل في الدين والنأي عن الفتاتين، ولما ذكر النبى صلى الله عليه وسلم الدجال وعظم فتنته وأنه أعظم فتنة منذ خلق الله آدم وإلى أن تقوم الساعة، قال صلى الله عليه وسلم ” فمن سمع به فلا يأتى، ومن حضره فلينأى عنه” وقال صلى الله عليه وسلم ” يا عباد الله اثبتوا” وإن من أسباب الثبات على الدين هو ما قرره علماء الأئمة المهتدون بهدى الكتاب والسنة من وجوب هجر أهل البدع ومقاطعتهم فإن مجالستهم تمرض القلوب.
وإن توقيرهم سعى في هدي الإسلام، وما ذاك إلا لعظم الفتنة منهم وبهم، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجالس صاحب بدعة ولا يأخذ دينه عن صاحب بدعة فإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإن أهل السنة أخذوا دينهم عن أئمة الهدى وإن أئمة الهدى أخذوا دينهم عن تابعي التابعين وتابعي التابعين أخذوا دينهم عن التابعين والتابعون أخذوا دينهم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم أخذوا دينهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ دينه عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، فتلكم هي السلسلة الذهبية للدين والسند المتين إلى رب العالمين، وإن أهل البدع أخذوا دينهم عن الجهلة الضالين.
وعن أهل الأهواء المنحرفين وعن الزنادقة المنافقين وعن المغضوب عليهم والضالين، فالحمد لله الذي هدانا لدينه الحق وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق فاغتبطوا بهذا الدين الحق الذي جاءكم من عند ربكم الرحمن، نزل به القرآن وعلمكم إياه نبيكم صلى الله عليه وسلم فعلا وتركا وهديا من الوحي والبيان، فافرحوا بهذين الأمرين أعني القرآن وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والمكلف بالبيان وبإتباعهم فإن ذلك من الفرح المشروع وإن الاغتباط بهما شأن أهل الإيمان والخشوع، فتذوقوا فأيقنوا أنه الدين الحق، فإنه ينتاب الإنسان شعوران وهو يُنبّأ بخبر إسلام شخصية مشهورة، فالأول هو الفرح لها لانتمائها إلى هذا الدين.