الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع الإسلام هو الدين الشامل، وانظروا إلى هذه الأمة عندما كان الإيمان يملأ قلوب أبنائها وعندما كانت تقول كلمة الحق وتصدع به دون خوف أو وجل، كيف أثرت في الحياة فشيدت حضارة وأورثت عزا وبنت مجدا, وقبل ذلك كله أنها أرضت الخالق سبحانه, وفى كلمة الحق يجب الصبر في ذات الله تعالى فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، في قصة توزيع غنائم هوازن، قال النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار آمرا لهم بالصبر”إنكم سترون بعدى أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض” رواه البخاري ومسلم، ويجب التوكل على الله والاعتماد عليه وإحسان الظن به، فإن بيده سبحانه وتعالى الموت والحياة.

والرزق والسعادة والشقاء, فلماذا يذل المرء نفسه بسبب متاع زائل ويغضب الخالق ليرضي المخلوق الذى لا يملك ضرا ولا نفعا؟ وكذلك يجب علينا تدبر قصص الأنبياء والصالحين والعظماء ودراستها للتأسي والعمل، وعلى المرء أن يتذكر الأجر الذى سيناله من الله في الدنيا والآخرة أو العذاب والحرمان والطرد من رحمة الله إن خالف أمره، وعلينا أخيرا أن نتذكر المصالح التي ستجنيها الأمة من قول كلمة الحق وعدم المتاجرة بها وتغييبها من مواقع الناس, فكلمة الحق كلمة طيبة كشجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها في السماء, بكلمة الحق ينصر المظلوم ويردع الظالم, وتحفظ الدماء وتصان الأعراض, وتؤدى الحقوق ويؤتى بالواجبات وتقوى العلاقات.

ويأمن الأنسان على نفسه وماله وعرضه, وبكلمة الحق يقل المنكر ويضعف الفساد وتتلاشى المحسوبية, ويندحر النفاق وتتقن الأعمال، ويعبد الله حق عبادته، فإن لله سبحانه وتعالى في كونه سننا لا تختلف ولا تتبدل, يجريها الله على العديد من الأمور والأشياء دلالة على مفهوم التماثل الواقع فى النتائج إذا تشابهت المقدمات، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن هذا الباب صارت قصص المتقدمين عبرة لنا، ولولا القياس، واطراد فعله وسنته لم يصح الاعتبار بها، والاعتبار إنما يكون إذا كان حكم الشيء حكم نظيره، كالأمثال المضروبة فى القرآن وهي كثيرة، ومن هذه السنن الإلهية سنة عظيمة قديمة هى صراع الحق والباطل.

وإن هذه السنة من أهم السنن الربانية التى يجب الوقوف عندها، وعدم الغفلة عنها، فإن الصراع بين الحق والباطل سنة إلهية ثابتة ودائمة، فمنذ أن تكبر إبليس اللعين على أوامر الله تعالى, ومنذ أن أنزل الله تعالى آدم إلى الأرض بمخالفته لأمر الله بالأكل من الشجرة المحرمة, وإمهال الله تعالى للشيطان إلى يوم القيامة, والصراع بين الحق والباطل لا يتوقف ولن يتوقف، وإن المتتبع لآيات القرآن الكريم, والمدقق في إرساله لأنبيائه ورسله, وما لاقوه من تعنت وتكذيب وتعذيب من قبل أقوامهم, سيلاحظ دون عناء حتمية تلك السنة الإلهية ولزومها، وإن المدقق في الآيات القرآنية الكريمة لا يعجزه أن يقف على حقيقة مفادها أن الصراع بين الحق والباطل.

هو سنة أقام الله تعالى عليها هذه الحياة، وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير المطلق، بحيث تخلو من الشر، كما أنها لا يمكن أن تعاني من الشر المطلق بحيث لا يكون فيها قائم بالحق, فمزيج الحق والباطل هو قضاء الله تعالى وقدره في هذه الدنيا، ولن تجد لسنة الله تبديلا, ولن تجد لسنة الله تحويلا، وإن ميدان الصراع بين الحق والباطل له ميدانان وهو ميدان النفس البشرية, فالإنسان قابل للهدى والضلال، وأيضا الإنسان حين يكون خيّرا لا يعنى أن عناصر الشر زالت منه بالكلية بل النفس الآمرة بالسوء موجودة, وكيد الشيطان موجود ولذلك قد يخطئ المستقيم, أو يضل, أو ينحرف عن هذا الطريق أو يتركه حينا, ثم يعود إليه، وأما الميدان الثانى، فهو الصراع عبر المجتمع .