الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 10″
ونكمل الجزء العاشر مع الإسلام هو الدين الشامل، وإن كان الكلام كلامك فأتى بدليل صحيح معتبر على ذلك الكلام، ولهذا تجدون أهل البدع ليس عندهم حجة دامغة، ولا دليل معتبر، ومن ثم يستدل أحدهم على بدعته أمام عوام الناس بنقل ضعيف أو موضوع مكذوب، أو دلالة ضعيفة واهية، أو بعقل فاسد، وفى طبيعة البرهان الصحيح هو أن الأولى أن يكون موافقا للنصوص لفظا ومعنى، فمتابعة الكتاب والسنة في المعنى أكمل وأتم من متابعتها في المعنى دون اللفظ، فالرسول صلى الله عليه وسلم علم البراء بن عازب كلمات يقولهن إذا أخذ مضجعه وفيها “وآمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت” قال البراء “فرددتهن لأستذكرهن فقلت ” آمنت برسولك الذى أرسلت”
قال النبى صلى الله عليه وسلم ” قل آمنت بنبيك الذي أرسلت” أى قل ما سمعته منى يا براء تحقيقا لكمال المطابقة في اللفظ والمعنى، لهذا منع جمع من العلماء نقل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعنى، ومن أجازه منهم اشترط أن يكون الناقل عاقلا، عالما بما يحيل المعنى من اللفظ، مدركا لأساليب العرب، حتى يستبين له الفرق قبل أن يتكلم، وهذا المنهج يمكن أن يطبق حتى في الحياة العادية دون إفراط ولا تفريط، فمثلا المسارعة إلى نقل المعلومة بمجرد ورودها في برامج التواصل الاجتماعى مثل برنامج واتس أب مثلا وما شابهه ليس من الأمانة فى شيء حتى لو كتبت كلمة منقول، فهذا لا يعفيك من المسؤولية، ولا يبرر سرعتك فى النقل قبل التثبت.
ومما هو أعظم كون النقل متعرضا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم، فيبادر دون تحقق، وربما كان من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع” رواه مسلم، ومن حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم “اتقوا الحديث عنى إلا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار” رواه الترمذى، بل إن أنس بن مالك الصحابي القريب من النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يكثر الحديث عنه خوفا من الوقوع فى الكذب عليه، فالحق يعرف بالدليل بأن يكون الحديث مخرجا منسوبا إلى كتاب معتبر.
وان يكون الناقل ثقة لا يعرف عنه التهور في النقل، وعلى كل حال، يمكن للناقل قبل أن ينقل، أن يتثبت من الحق بسؤال من يتوسم فيه المعرفة، فقد قال الله تعالى كما جاء فى سورة النحل ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” ويمكن أن يقال ذلك بالنسبة لأى معلومة لا يعرف صدقها فإن من أدوات معرفة الحق القراءة المتأنية، والاطلاع الغزير، ولقد قال الله سبحانه وتعالى ” قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون” فالعلم ثراء وعز، وهو وقاية وحماية من خديعة الباطل، فزيدوا في اكتساب العلم من كل فن، كل بقدر استطاعته، وعن يزيد بن عميرة قال “كان معاذ بن جبل لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال الله حكم قسط، هلك المرتابون.
فقال معاذ بن جبل يوما إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعونى وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعى حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق، قال قلت لمعاذ ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات عندما يقول الحكيم العجائب والغرائب فيقول الناس ما هذا الذي جاء به؟ التى يقال لها ما هذه؟ ولا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع وتلقى الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا” رواه أبو داود.