جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع جابر بن عبد الله الأنصاري، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يمر عليهما ويستمع منهما، ومعنى ذلك حسب رأيه أنه كوّن أفكاره الخاصة بالتوراة من سماع جابر بن عبد الله وهو يتلو عليه، لكنه قال بعدئذ إن جابر اعتنق الإسلام عند سماعه النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ سورة يوسف، فإذا كان جابر اليهودي قد أسلم عند سماعه قصة يوسف وهي في التوراة التي كان يتلوها على النبي صلى الله عليه وسلم، كما ادعى فلا بد أن القصة مذكورة في القرآن بغاية الدقة والإحكام والتفصيل وإن إسلام هؤلاء دليل على رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقه وقد أسلم صهيب الرومى ورسول الله صلى الله عليه وسلم، في دار الأرقم.

وكان من المستضعفين بمكة المعذبين في الله عز وجل وهاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عندما قال كفار قريش فى النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا الكلام يوضحه لنا الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة الفرقان، فقال تعالى ” وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم ءاخرون” فقال الكلبي ومقاتل أنها نزلت في النضر بن الحارث فهو الذي قال هذا القول وأعانه عليه قوم آخرون، يعني عداس مولى حويطب بن عبد العزى ويسار غلام عامر بن الحضرمي وجبر مولى عامر وهؤلاء الثلاثة كانوا من أهل الكتاب وكانوا يقرأون التوراة ويحدثون أحاديث منها فلما أسلموا كان النبي صلى الله عليه وسلم.

يتعهدهم ومن أجل ذلك قال النضر ما قال، وكان جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام صحابيا أنصاريا من بني غنم بن كعب بن سلمة أحد بطون قبيلة الخزرج، وكان لأبيه عبد الله بن عمرو بن حرام الذي قُتل في غزوة أحد أيضا صُحبة، وكان جابر بن عبد الله كانت أمه نسيبة، وقيل أنيسة بنت عقبة بن عدي الأنصارية، وقد اختلف في كنيته فقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو محمد، وقد أسلم جابر صغيرا حين شهد بيعة العقبة الثانية مع أبيه، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، كان جابر من أنصار النبي صلى الله عليه وسلم، الذين التفوا حوله، إلا أنه لم يشهد غزوة بدر ولا غزوة أحد، حيث منعه أبوه من المشاركة فيهما.

لأجل أن يرعى أخواته التسع، ولكن بعدما قُتل أبوه في غزوة أحد، لم يتخلف جابر عن غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، كما شهد بيعة الرضوان، وقد مرض جابر ذات مرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعاده النبي صلى الله عليه وسلم، واشتكى له أنه إن مات فسيورث كلالة، فنزلت آية الكلالة فى سورة النساء فيقول الله تعالى ” يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شئ عليم ” وكان ذلك لتوضح للمسلمين كيفية التوريث في تلك الحالة.

وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد شارك جابر في الفتح الإسلامي للشام، وكان في جيش القائد خالد بن الوليد الذي حاصر دمشق، كما زعم الكلبي أنه شهد وقعة صفين مع الإمام علي بن أبي طالب، ثم تفرّغ جابر بن عبد الله للجلوس في المسجد النبوي الشريف يعلم الناس، وكان من المكثرين في رواية الحديث النبوي، فكانت له حلقة في المسجد يلتف فيها الناس ليسمعوا من الحديث النبوي وليستفتونه، حيث كان مفتي المدينة في زمانه، وكما كان لا يتورع أن يرتحل ليتأكد من صحة الأحاديث، فقد رُوي أنه رحل في آخر عمره إلى مكة ليتأكد من صحة أحاديث سمعها، وكما رُوى أنه رحل إلى مصر ليسمع حديث القصاص من عبد الله بن أنيس.