جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 6″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع جابر بن عبد الله الأنصاري، وكان فى موقف جابر بن عبد الله رضى الله عنه فى بيع جمله لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان هناك التفاهم بين الزوجين وهذا التفاهم هو أساس الحياة الزوجية، أرأيتم إلى التفاهم بين الزوجين، فإنه أحيانا حينما يأخذ الزوج قرارا ويأتي إلى البيت ويُبلغ زوجته تقيم عليه النكير، ولكن مع الصحابى الجليل جابر بن عبد الله رضى الله عنه، لم تقل له زوجته، كيف بعت الجمل نحن بحاجة إليه؟ أو ما الذي حملك على هذا ؟ ولكنها قالت سمعا وطاعة، فهذه هى المرأة المؤمنة المطواعة التي تحب زوجها، وهى التى تكون معه، وتعينه، ولذلك عن أسماء بنت يزيد الأنصارية تقول، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

” انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله، أي يعدل الجهاد في سبيل الله” رواه ابن عساكر والبيهقى، فقد قالت زوجة جابر بن عبد الله له، سمعا وطاعة ، أي بع جملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال، فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك حسب الاتفاقية والحوار الذي جرى بينهما، وقد باعه جابر رضى الله عنه بأوقية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلست في المسجد قريبا منه، قال، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى الجمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما هذا ؟

قالوا هذا جمل جاء به جابر بن عبد الله، قال ” فأين جابر ؟ فدعيت له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعال يا ابن أخي خذ برأس جملك فهو لك” ودعا بلال فقال ” اذهب بجابر، وأعطه أوقية من الذهب” وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد كان يداعبه في مساومته، فعلى كل مؤمن أن يتأسى بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرأيت إلى هذه النفس الرضية، إلى هذه النفس المتواضعة، إلى هذه النفس المحبةعلى كل مؤمن أن يتأسى بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مقام النبوة مقام رائع، ويقول مرة أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حنظلة قد رآه الصديق أبو بكر رضى الله عنه، بأن حنظلة جلس يبكي.

فعندما رآه الصديق، فقال ما لك يا حنظلة تبكي ؟ قال نافق حنظلة، نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن والجنة كهاتين، فإذا عافسنا الأهل ننسى، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا” ثم قال ” يا حنظلة لو أنكم كنتم أبدا على تلك الحالة لصافحتكم الملائكة في الطريق وعلى فراشكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة” فهؤلاء الصحابة الكرام الذين كانوا معه، والتقوا به وتعاونوا لنشر هذا الدين، وكانوا من أسعد الناس، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اذهب بجابر أعطه أوقية، فذهبت معه، وأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا، قال فو الله ما زال ينمو هذا المال عندنا ونرى مكانه في بيتنا”

فهكذا كان الإيمان وهو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان وهذه هى أخلاق النبوة، وينبغي أن يكون المؤمنون متأسين بأخلاق نبيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المنهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الأخلاق العلية التي عامل بها أصحابه هي منهج لنا، وعلى كل مؤمن أن يقلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أخلاقه، فبالأخلاق ترقى الأمم، والإيمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان، وأن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسالتان، رسالة قولية وقد أعطانا سنة افعل ولا تفعل، ورسالة عملية وهى طريقة معاملته لأصحابه، ومعاملته لهم، وتواضعه لهم، وخدمته لهم.