جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 8″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع جابر بن عبد الله الأنصاري، فقم أنت يا رسول الله، ورجل أو رجلان، قال كم هو؟ فذكرت له، قال صلى الله عليه وسلم، كثير طيب، قال، قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي، فقال، قوموا فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته، قال، ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم، بالمهاجرين والأنصار ومن معهم؟ قالت، هل سألك؟ قلت نعم، فقال ادخلوا، ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور، إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز، ويغرف حتى شبعوا، وبقي بقية، قال، كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة ” رواه الإمام البخاري.

وفى رواية الإمام مسلم لحديث وليمة أهل الخندق، وهو عن جابر بن عبد الله قال “لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا” يعني رأته ضامر البطن من الجوع “فانكفأت إلى امرأتي” يعني رجعت إلى زوجتي “فقلت لها هل عندك شيء، فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا؟ فأخرجت لي جرابا” وهو وعاء من جلد معروف “فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن” بهيمة الصغيرة من أولاد الضأن تطلق على الذكر والأنثى كالشاة والسخلة الصغيرة من أولاد المعز، والداجن ما ألف البيوت قال “فذبحتها، وطحنت، ففرغت إلى فراغي، فقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت المرأة تقول.

“لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، قال، فجئته فساررته، فقلت يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت” أي امرأتي “صاعا من شعير كان عندنا، فتعالى أنت في نفر من أصحابك؟ فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال، يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم سورا وهو الطعام الذي يدعى إليه، وهو لفظة فارسية إن جابرا قد صنع لكم سورا، فحيهلا بكم هذا ينادي أهل الخندق جميعا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء ودعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس، فقال حيهلا حي عليك بكذا، عجل حيهلا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقدم الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت “بك وبك”

المرأة ذمت الزوج، قالت لا تفضحني، وهات ثلاثة، أو أربعة من الضيوف، فجاء بهذا الكم العظيم، فقالت المرأة لما رأت العدد الكبير “بك وبك” ذمته، أو قال قال الشراح “بك” تلحق الفريضة، ويتعلق الذم، أو جرى هذا بسبب سوء نظرك، وبرأيك وتسببك أنك جلبت علينا الفضيحة، في عدد كبير وليس عندنا إلا هذا الشيء، لا يكفيهم، فقلت “قد فعلت الذي قلت لي، وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم سرا” أى ساررته، وأعلمته بالطعام الموجود حقيقية “قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا” أى لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم”فأخرجت له عجينتنا، فبصق فيها وبارك” أي تفل صلى الله عليه وسلم، وريقه مبارك صلى الله عليه وسلم.

وهو ريق مبارك على هذا الطعام “وبارك” دعاء بالبركة صلى الله عليه وسلم، فهو ريق مبارك، ودعاء مبارك، من نبي مبارك صلى الله عليه وسلم، فماذا تتوقعون؟ ثم عمد إلى برمتنا، فبصق فيها وبارك، أي دعا أيضا، مكان خبز اللحم، ثم قال صلى الله عليه وسلم ادعي خابزة فلتخبز معك وكان هذا الخطاب للمرأة لتساعدك في الخبز، معناه ستكون هناك كميات، وتحتاج إلى مساعدة، ثم قال صلى الله عليه وسلم واقدحي من برمتكم أي اغرفي، قدح المرق غرفة واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها، ويقول جابر رضى الله عنه “وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا” يعني شبعوا وانصرفوا “وإن عجينتنا وإن برمتنا لتغط كما هي” يعني تغلي البرمة باللحم كما هي “وإن عجينتنا لتخبز كما هو” رواه مسلم.