مفردات
ونفس وما سواها
حازم صيام
متابعة سعاد حسنين
مفردات
ونفس وما سواها ، فالهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ؛ هذه النفس البشريه التي فيها هذا الشعر : (وتزعم انك جرم صغير ….وفيك انطوي العالم الاكبر) .. هذا الشعر الذي قيل انفا , إنه من ماثورات الامام علي ، رضي الله عنه وأرضاه .. ابن عم النبي وصهره ووالد الشرفاء الاطهار الي يوم القيامه .. وعترة النبي صلي الله عليه وسلم الي يوم الدين ، ونسبه الطاهر رضي الله عنه .
لقد استودع الله الإنسان الامانه فصار خليفه لله في الأرض وصاحب رساله وفكره وإراده ، وفيه قال الله افحسبتم إنما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون ..
أنك يابن ادم ظاهره فريده فلا تنظر إلي مالك (زاد ام قل) ، ولا الي منصبك (علا ام دنى ) ، ولا لحالك (عز ام ذل) ، ولا لمكانك ولا لزمانك ، انت أهم من المكان , وانت حدث الزمان الوحيد الذي لن يتكرر ، انت ايها الانسان ظاهره فريده ، لا تلتفت إلي أنك من تراب ، انت من تراب اشاره الي الأرض انك من جنس هذه الأرض تذكرك بتواضعك وانسانيتك وبوتقتك التي تنصهر فيها انت منها ، فكن ايها الانسان من اي شيء كنت ، كن من حجاره أو من حديد ، كن رجلا كن انثي كن خنثي .. ليست هذه هي الظاهره الفريده فيك ، المهم فيك انك انسان ، ان الله بث فيك من روحه فأصبحت انت الامير ، وانت السلطان ، وانت الملك ، وانت الخليفه ، انت صاحب القرار ولو كنت بلا قرار.
يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ، الذي خلقك فسواك فعدلك ، في أي صورة ما شاء ركبك ( اي في اجمل صورة شاءها الله ) فاي مشيئه اجمل من مشيئه الله.. وانظر الي الشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها ، والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ، ونفس ما سواها فالهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها .
انظر ايها الانسان كيف أقسم الله بكل ما حولك ، وكل ما لك ، وكل ما بك ، والقصد فيك ، ليقول لك أن كل ذلك تحت قدميك ، انت اعلى عند الله واعز .. انت صاحب المكانه انت محل الاختبار ، انت اختيار الله ، انت الجنه وانت النار ، انت تفوق الشياطين والملائكة ، والدرجه العاليه الرفيعه تكون لواحد منك ، هو النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ..هذه الشمس التي تكبرك و تكبر الأرض بمن فيها وما بداخلها ومن عليها ملايين المرات ، انت أعلى منها والقمر ، وكل ما تدرك وما لا تدرك ( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ) أنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين .
هذه النفس البشريه التي تستطيع أن تكون كل شيء ، تستطيع أن تفعل كل شيء ، تدمر كل شيء ، تشعل الكره الارضيه بما فيها ومن عليها تدمرها جميعا بزر بسيط لصاروخ ، يمكنك أن تقتل الملايين التي واحد منها فقط واحد فقط (لو قتل) فهو بمقدار قتل الناس جميعا من ادم حتى اخر بنيه الى يوم النفخ في الصور وأعظم ،
وبعد كل ذلك زعمت بعض النفوس بأنها اله يسجد له ويعبد بينما هو بشر مثلك ، وأنه يجب ألا يعبد سواه ، وأنه ينازع الكون في الخلق فهو خالق الكون ، وأنه وأنه وأنه الخ : بينما تواضع آخرون علي عظمتهم ، فأعظم الالحان انسان ، وأعظم الأصوات انسان ، واعظم التضحيه انسان ، واعظم البطولات انسان ، وأعظم الحب انسان ، وأعظم المال انسان ، وأعظم الاختراعات انسان ، وأعظم صداقه انسان ، واجمل الوجوه انسان ، بل اجمل ما في الوجود انسان ، أرأيت قصص العشق كلها ، أرأيت كيف طغت المراه فتنتها فصارت معبوده تعبد من دون الله مثل ربة الجمال الاغريقيه،، وان كل ما نراه من غزو الفضاء وخيال علمي يظل خيالا الي أن يتحقق يوما ما بيد انسان ، ترويض الاسود والوحوش مخاطبه الحيوانات الاعجميه ، ومثل ملك سليمان ، ومثل غناء داوود مع الكائنات والجبال الاوركسترالي ، ومثل صداقه ابراهيم لله فهو خليله ، ومثل كلام الله موسي ، ومثل ادريس المرفوع مكانا عليا ، ومثل عيسي الذي احيا الموتي ، ونحن نرقب يوما عن كثب ، نزوله مرة أخرى ، فمن في الكون مثل محمد ؟! ومكانته من الله ؟! انت ايها المسلم من محمد ، نفحات ولفحات ، نور وبرهان ، دليل وبينه ، حجه واثبات
انت ايها الانسان صانع كل ما فيها وما عليها
ثم انت بعد كل هذا تقول ( خلقتني الطبيعه! ) ولست الا حيوان ناطق! ، أرأيتم الكلاب البشريه ؟ ذلك أنما (رددناه أسفل سافلين) ، كذبا وغرورا وكبرا ، صار الانسان قردا وخنزيرا وكلبا وحمارا
بقدر الله تعلو وبقدر الله تذل..
لكن في النهايه يا انسان لمن الملك اليوم ، يوم أن يقدر الله علينا جميعا ؛ لله الواحد القهار ، ليس غير الله يبقي من علا فالله اعلى .