الذهب سلعة مرغوبة للغاية ولها استخدامات عديدة، بصرف النظر عن كونه معدنًا ثمينًا، يشيع استخدام الذهب أيضًا في قطاع التصنيع كموصل للكهرباء ومادة في الأجهزة الألكترونية.
كما يتم تداول الذهب كاستثمار، قد يختار المستثمرون العديد من الطرق للاستثمار مثل امتلاك ذهب فعليًا على شكل سبائك ذهبية أو عملات معدنية أو مجوهرات، بينما قد يجد الآخرون أنه من الأنسب امتلاك الذهب “الورقي” مثل الصناديق المتداولة في بورصة الذهب (صناديق الاستثمار المتداولة)، أو صناديق الاستثمار المتخصصة في الذهب أو المتاجرة بعملة الذهب أو حتى الشراء في شركات تعدين الذهب.
بشكل غريزي، عادة ما تُترجم زيادة الطلب على الذهب إلى ارتفاع في سعر المعدن الأصفر، في العقد الماضي أدى النمو الاقتصادي في الصين والهند إلى زيادة الطلب على الذهب وبالتالي زيادة الأسعار، وقد تراجع هذا الطلب في السنوات الأخيرة تماشياً مع استقرار نموها الاقتصادي.
ولكن، كما هو الحال مع أي سلعة أخرى، فإن توقع سعر الذهب ليست عملية سهلة لذا يمكن الاستعانة ببعض تطبيقات التحليل الفني مثل TradingView حيث أن هناك مجموعة كبيرة من العوامل التي تؤثر على تكلفة الأوقية، لذلك يحتاج المهتمون بالشراء إلى فهم كيف ولماذا ومتى من المحتمل أن يتقلب سعره، أدناه، نحدد العوامل التي يمكن أن تؤثر على تكلفة الذهب شهرًا بعد شهر، وسنة بعد أخرى.
العرض والطلب
على الرغم من استخدامه لما يقرب من 5000 عام، لا يزال الذهب أحد أكثر المعادن الثمينة المرغوبة في العالم وهذا ما يمكن أن يؤثر على تكلفته، فلا يزال الطلب العالمي على الذهب مرتفعًا لا سيما في صناعة المجوهرات والصناعات التحويلية، لذلك يتأثر سعره بالنظرية الأساسية للعرض والطلب (في حالة ارتفاع الطلب ترتفع الأسعار).
التحوط وحماية الثروة
تعني القيمة الفطرية للذهب أنه يمكنه تحمل المزيد من عدم اليقين الاقتصادي مقارنة بالسلع الأخرى، مما يجعله رهانًا أكثر أمانًا للمستثمرين خلال الفترات المضطربة، وهذا بدوره يعني أنه خيار تحوط شائع، لأنه يساعد في الحماية من الصدمات الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة، ومع تحوط المزيد من المستثمرين على الذهب يمكن أن يرتفع سعر الأونصة.
قيمة الدولار الأمريكي
نظرًا لأن الذهب معدن ثمين مقوم بالدولار، فإن تكلفة الأوقية تتأثر بشكل مباشر بقيمة الدولار الأمريكي، فعندما يكون الدولار قوياً تميل أسعار الذهب إلى الانخفاض والعكس صحيح عندما تنخفض قيمته، وذلك لأن المستثمرين يريدون المزيد من الذهب مقابل أموالهم، لذلك قد ينتظرون حتى يضعف الدولار قبل الشراء، التأثير النهائي هو ارتفاع سعر الأونصة بسبب زيادة الطلب.
الأزمات الجيوسياسية والأحداث العالمية
يعتبر الذهب رهانًا أكثر أمانًا للمستثمرين، لذلك في أوقات الأزمات العالمية أو الاضطرابات الجيوسياسية يمكن أن يتزايد الطلب عليه، يتفوق المعدن على جميع الأصول الأخرى من حيث الجدوى الاقتصادية والاستقرار، لأن تكلفة اقتناءه نادرًا ما تتأثر بالتقلبات الكبيرة.
الطلب من صناديق الاستثمار المتداولة
الذهب هو أحد الأصول الشائعة داخل صناديق الاستثمار المتداولة حيث يتم شراؤه وبيعه مثل الأسهم، وبالتالي يمكن للمستثمرين شراء وبيع السلع (مثل الذهب) في البورصة مثل الأسهم العادية، في الوقت الحالي، تمثل صناديق الاستثمار المتداولة حصة كبيرة من إجمالي حجم الطلب على الذهب، ويكون لهذا تأثير كبير على تكلفة الأوقية.
إنتاج الذهب
لا تنس أن الذهب على عكس الأصول الحديثة الأخرى هو سلعة مادية متوفرة بكميات محدودة، وهذا يعني أن إنتاج الذهب يجب أن يدخل في معادلة التسعير، حيث يؤثر حجم العرض في الوقت الفعلي للمعدن على التكلفة بنفس طريقة الطلب، ومع مرور الوقت وتصبح عمليات التعدين أكثر تعقيدًا، سنرى على الأرجح زيادة في القيمة الفطرية للذهب حيث تصبح مادته الخام أكثر ندرة.