النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 2″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، وقد ولد النعمان في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا في رواية أهل المدينة، وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة في مولده وكان ولي الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وأقام بها وكان عثمانيا ثم عزله معاوية بن أبي سفيان فصار إلى الشام فلما مات يزيد بن معاوية، دعا النعمان لابن الزبير وكان عاملا على حمص فلما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم هرب النعمان بن بشير من حمص فطلبه أهل حمص.

فأدركوه فقتلوه، ولقد تمتع النعمان بن بشير بمنزلة كبيرة بين الصحابة فكان معاوية بن أبى سفيان يقول يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه، والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، هو الأمير العالم ، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، أبو عبد الله، ويقال أبو محمد الأنصاري الخزرجي، وهو ابن أخت الصحابى الجليل عبد الله بن رواحة وكان مسند النعمان للحديث النبوى، مائة وأربعة عشر حديثا، وقد اتفقا له على خمسة أحاديث، وانفرد الإمام البخاري بحديث وألإمام مسلم بأربعة أحاديث، وقد شهد أبوه بدرا وولد النعمان سنة اثنتين من الهجرة، وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد عد من الصحابة الصبيان باتفاق، وقد حدث عنه ابنه محمد والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وأبو سلام ممطور، وسماك بن حرب، وسالم بن أبي الجعد، وأبو قلابة، وأبو إسحاق السبيعي، ومولاه حبيب بن سالم، وغيرهم، وكان من أمراء معاوية بن أبى سفيان، فقد ولاه على الكوفة فترة من الزمن ، ثم تولي قضاء دمشق بعد فضالة ثم ثم تولي إمرة حمص، وقال عنه الإمام البخاري أنه ولد عام الهجرة وقيل أنه وفد أعشى همدان على النعمان وهو أمير حمص، فصعد المنبر، فقال يا أهل حمص، وهم في الديوان عشرون ألفا، هذا ابن عمكم من أهل العراق والشرف جاء يسترفدكم، فما ترون ؟ قالوا أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبى عليهم، فقالوا فإنا قد حكمنا له على أنفسنا.

بدينارين دينارين، قال فعجلها له من بيت المال أربعين ألف دينار قال سماك بن حرب وكان النعمان بن بشير، والله من أخطب من سمعت، وقيل إن النعمان لما دعا أهل حمص إلى بيعة عبد الله ابن الزبير ذبحوه، وقيل قتل بقرية بيرين وقد قتله خالد بن خلي بعد وقعة مرج راهط في آخر سنة أربعة وستين من الهجرة رضي الله عنه ، وكان والده هو بشير بن سعد بن تعلبة، وهو صحابي من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية والمشاهد كلها مع النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد شارك بشير بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، في فتح العراق، وقُتل في معركة عين التمر، وقد أسلم بشير بن سعد، وشهد بيعة العقبة الثانية.

وكان ممن يكتبون بالعربية في الجاهلية، ولما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، قد شهد معه المشاهد كلها، وكما عقد له النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لواء سريتين الأولى في شعبان فى السنة السابعة من الهجرة، إلى بني مُرّة في فُدك، وقد أصيب فيها بشير في كعبه إصابة شديدة، فقيل مات، فمكث أياما عند يهودي في فدك، حتى تعافى وعاد إلى المدينة المنورة، والثانية في شوال فى السنة السابعه من الهجرة، إلى بني غطفان، وقد أصاب فيها وغنم ثم عاد بسريته، وفي عمرة القضاء في ذي القعدة فى السنة السابعه من الهجرة، قد استعمله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمينا على السلاح، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قيل أنه أول من بايع الخليفة أبا بكر الصديق.