تعرف لماذا نصوم تاسوعاء وعاشوراء ؟!
كن غدا في قافلة الصائمين ،
تاسوعاء وعاشوراء اللذان يوافقان
غدًا الأحد وبعد غدٍ الإثنين.
وهم التاسع والعاشر من شهر المحرم، وهو نفس اليوم الذي نجّى الله فيه كليمه موسى عليه السلام ومن آمنوا معه من ظلم فرعون وجبروت جنوده، ولأن الإسلام دين متسامح يستوعب الآخر ويتعايش معه في سلام وأمان دون إقصاء أو اضطهاد أو قطيعة، ويدعو إلى الحب والصدق والإحسان والرحمة، وتلك القيم الحضارية والأخلاق السامية هي التي جعلت هذا الدين ينتشر عبر العصور والقرون، ويزداد أتباعه ومؤيدوه يومًا بعد يوم، وذلك امتثالًا لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13].
أما لماذا نصوم اليوم التاسع والعاشر من شهر المحرم، فقد ورد في حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء، فسألهم، فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر (نجى ونصر) فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى بموسى منهم فصوموه»؛ صحيح البخاري.
وروي عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه عندما سأل رجل رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عن الصيام؟ قال رسول الله «صلّى اللّه عليه وسلّم»: “ثلاث من كلّ شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدّهر كلّه، صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الّتي قبله، والسّنة الّتي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الّتي قبله”. “صحيح مسلم”
أما صيام يوم عاشوراء عند أهل السنة، فمنهم من قال إنه كان يوم صوم عند قريش قبل الجاهلية، ولما فرض الله تعالى صوم رمضان أصبح اختياريًا (من شاء أن يصومه صامه ومن لم يشأ فلا يصومه)، ويروي بعض السلف أنّ صوم يوم عاشوراء بقي مستحبًا كسائر الأيام التي يستحب فيها الصيام، ويعتبر المسلمون أن صيامه مفضل كما ورد في قول النبي «يُكَفِّر السَّنة الماضيةَ».
ورتب العلماء صيام يوم عاشوراء ثلاث مراتب، أولها وأكملها صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، وثانيها صيام التاسع والعاشر، والمرتبة الأخيرة هي صيام اليوم العاشر منفردًا.
وجاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه حين قيل للنبي «صل الله عليه وسلم» إن يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود والنصارى قال: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» وفي رواية أخرى «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع».
كما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن قريشًا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بصيامه حتى فرض رمضان، فقال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره».
وعلى كل مسلم يستطيع الصوم أن يصوم تاسوعاء وعاشوراء، وكذلك الحادي عشر من شهر المحرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا كان العام المقبل – إن شاء الله – صمنا اليوم التاسع”، وقوله: “خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده”. وذلك لأن الصوم يعد من أفضل العبادات التي يجزي الله تعالى عنه أفضل الجزاء.
كما أن صيام عاشوراء يكفر جميع الصغائر التي ارتكبها المسلم في السنة الماضية أو الآتية إذا وقع فيها الصائم، فإن لم تكن هناك صغائر فإن الصوم يخفف من الكبائر، فإذا أنعم الله على عبده وحفظه من الكبائر رفع الله بالصوم درجاته في الجنة.
وهنيئًا لمن وفقه الله تعالى لصيام تاسوعاء وعاشوراء كما ثبت عن النبي “صلى الله عليه وسلم”، فلنقترب في هذه الأيام إلى الله تعالى بالصيام لعله يكفر لنا ذنوب عامنا الماضي كما قال نبينا «صلى الله عليه وسلم».