تفاصيل مقتل عروس كفر الدوار خنقا.. وسر انتزاع «الدبلة» من يدها
يعثر الأهالي على جثة لفتاة في العقد الثاني من عمرها، مسجاة على ظهرها، الضحية بكامل ملابسها «جلباب، وطرحة، دون متعلقات»، جثمان الفتاة عثر عليه فى ارض زراعية بمركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، هكذا بدأ محقق النيابة تسجيل الملاحظات الخاصة بالمعاينة ومناظرة جثمان الضحية، استكمل المحقق مناظرة الجثمان وسجّل «وجود سحجات وكدمات وخدوش حول رقبة الضحية، مما يشير إلى وحود شبهة جنائية، لم تسجل النيابة وجود أي آثار طعنات في أو حروق فى جسد الضحية، مما يرجح أن الضحية قتلت خنقًا، وأن الجاني، والمجهول، قاما بمغافلتها وخنقاها من الخلف»، بينما كان محقق النيابة يستكمل المعاينة ومناظرة الجثمان حضر عدد كبير من أهالي المنطقة وكانوا يقفون حول الجثمان، وتعرف عدد منهم على الضحية وتم كشف هوية المجنى عليها وتبين أنها فتاة من تقيم مع أسرتها في المنطقة وتدعى شيماء 16 سنة، وبسرعة توالت الجهات المختصة التحقيق، وكشفت غموض الجريمة البشعة، وتوصلت إلى أن جارة الضحية وراء الواقعة، ومن خلال تحريات المباحث وتحقيقات النيابة، تم كشف كيفية ارتكاب المتهمة الواقعة ودوافع الجريمة وسر سرقة «دبلة خطوبة» الضحية.
استغرقت النيابة العامة قرابة 120 دقيقة في المعاينة وفحص مسرح ومناظرة الجثمان، وبدأ المحقق يتساءل من قتل شيماء قبل فرحها بيوم؟ وعقب الانتهاء من المعاينة، قررت عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وصرحت بالدفن بعد التشريح، وطلبت تحريات المباحث حول هوية الجاني المجهول ودوافع الجريمة لإصدار قرار بضبطه وإحضاره، بمجرد أن غادرت النيابة مسرح الجريمة، حضرت سيارة إسعاف ونقلت جثمان الضحية إلى مشرحة مستشفى كفر الدوار، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبينما كانت أسرة الضحية تستلم الجثمان لدفنه، كان هناك فريقًا من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن البحيرة، تجري تحريات موسعة وتناقش عدد من شهود العيان لمعرفة عما إذا كان أحدا شاهد مرتكب الواقعة في أثناء مغادرة مسرح الجريمة، أو مشاهدات للضحية قبل موتها، أيضًا فحص الكاميرات القريبة من مكان العثور على الجثة، كما أجرت القوات الاستعلام على هاتف الضحية ومعرفة الصادر والوارد وآخر مكالمة ـجرتها الضحية.
اختفاء «دبلة الخطوبة» والتحقيق مع العريس
جمع فريق البحث معلومات عن الضحية وتبين أنَّها ارتبطت رسميًا بشاب في القرية وتمت قراءة الفاتحة منذ أسبوعين، وأن الضحية قتلت قبل حفل الخطوبة بـ24 ساعة، وليس للمجني عليها أي خلافات أو خصومة شخصية مع أحد تؤدي إلى قتلها، وبدأت القوات في استجواب العريس، وجاء في محضر الشرطة والتحريات أن العريس تحدث قائلًا إنَّه كان موجودًا في منزله وقت حدوث الجريمة، وأنه توجه بصحبة أهالي المنطقة لمكان العثور على الجثمان بمجرد معرفته أن الضحية خطيبته، وأنه لم يكن بينهما أي خلافات معها تستدعي قتلها».
وأضاف العريس خلال استجوابه في محضر الشرطة قائلًا: «أنا كنت بحبها، بس كان في فتاة جارتها، كانت دايما تهددني إن هيا هتقتلها لو خطبتها -وأدلى بمواصفاتها وبياناتها- علشان هيا بتحبني». صرفت القوات الأمنية خطيب الضحية، وأجرت تحريات حول ما جاء على لسانه فى محضر الشرطة واتهام جارتها بقتلها.
المتهمة: «قتلتها.. خطفت حبيبي»
بعد مرور قرابة 3 ساعات من التحري، توصلت القوات الأمنية إلى 3 شهود عيان، أكّدوا تواجد الفتاة المشتبه بها في مسرح الواقعة بالتزامن مع وقوع الجريمة، أيضًا تبين أن الضحية تلقت اتصالات هاتفية من الفتاة المشتبه فيها، يوم الجريمة وكان مدة الاتصال دقيقة ونصف، وتمّ استئذان النيابة العامة لضبط وإحضار الفتاة المشتبه فيها ومناقشتها حول ما جاء في التحريات، وتمّ ضطبها وبمجرد وصولها قسم الشرطة، كان يبدو عليها الارتباك، وجاء في محضر الشرطة أن الفتاة اعترفت بتفاصيل الواقعة قائله: «قتلتها، خطفت حبيبي، قلت أحرق قلبه، زي ما حرق قلبي، اتصلت بيها وقلت لها عايزاكي في الغيط، ولما جت خليتها قاعدة على الأرض، وروحت خنقاها بإيشارب، فضلت أخنق فيها لحد ما روحها طلعت في إيدي، وأخدت دبلة حبيبي وتليفونها، وروحت لـ أبويا، حكيت له كل حاجة وأخد مني المسروقات وخباها».
سجلت القوات ما جاء على لسان المتهمة، وتمت إحالتها للنيابة العامة، وألقى القبض على والدها بتهمة التستر ومساعدة ابنته في اختفاء متعلقات الضحية.
حبس 15 يومًا
وصلت المتهمة وفي يدها «الكلبش» وكان بجوارها والدها، إلى سرايا النيابة، وتمّ عرض على محقق النيابة واعترفت تفاصيل بالواقعة، واقتادت النيابة المتهمة الى مسرح الجريمة، وأجرت معاينة تصويرية ومثلت المتهمة الجريمة أمام محقق النيابة وسط حراسة أمنية مشددة، وقررت حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، وتحفظت على والدها لحين رود التحريات النهائية بشأن الواقعة