الدكرورى يكتب عن تربية الكلاب ” جزء 1″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
تربية الكلاب ” جزء 1″
نعيش فى هذه الأيام ونرى أشياء غريبة وعجيبة وسلوكيات من بعض البشر وأفعال، والكثير منا لا يعرف رأى الشرع
والدين فيها ومن أكثر ما نراه فى هذه الأيام هو اقتناء الشباب الكلاب والسير بهم فى الشوارع والطرقات ومرافقتهم فى كل مكان ولكن يجب علينا أن نعلم، إن أداء الطاعات، وأداء العبادات، قد تكون سهلة على الإنسان، وقد يعاني بعضنا شيئا من المشقة في أدائها، ولكن ليس هذا هو المهم، وإنما المهم هو المحافظة على هذه الأعمال والحسنات من الضياع بعد أدائها، لئلا تذهب هباء منثورا، فالمسلم قد يتعب ويجهد لجمع الحسنات، فمحافظته على الصلوات الخمس في المسجد فيه مشقة، وعدم تخلفه عن صلاة الفجر فيه مشقة.
وهكذا سائر الطاعات، ولكن ينبغي أن نعلم أن هناك أعمالا لو عملها المسلم ووقع فيها لكانت مبطلة لأعماله، محبطة لحسناته أو لبعضها، فيذهب هذا التعب، وهذه المشقة، هباء منثورا، أدراج الرياح، وهذا هو خطر محبطات الأعمال، ومن المعروف أن الإسلام قد حث على الرفق بالحيوان، بل ورتب على الإحسان إليه أجرا عظيما، وعلى إيذائه إثما عظيما في المقابل، ومن الشواهد على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” أن امرأة بغيا رأت كلبا فى يوم حار يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها فغقر لها” والموق هو الخف، وكذلك ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” دخلت امرأة النار في هرَّة ربطتها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض” لكن الإحسان إلى الحيوان والرفق به لا يتنافى والاحتراز مما يترتب من الأضرار التي قد تلحق بالإنسان حال اقتنائه لبعض الحيوانات، ومنها الكلاب والاحتكاك بها، ويجب على كل إنسان مسلم أن يعلم موقف الإسلام من تربية الكلاب، ويعلم أنه قد اتفق الفقهاء على عدم جواز تربية الكلاب إلا للحاجة المتمثلة في الصيد، وحراسة الزرع والماشية، وإن من الفقهاء من ألحق بهذه الحاجات حراسة البيوت والممتلكات وكل حاجة فيها منفعة للشخص المُربّي للكلب أو للناس عامة، وقد اختلفوا في تربية الكلاب لغير الحاجة.
فذهب جمهور الفقهاء إلى القول بالحرمة، وذهب ابن عبد البر إلى القول بكراهة تربية الكلاب لغير حاجة دون التحريم، وقد استدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية الشريفه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط، إلا كلب حرث أو ماشية ” وما رواه أبو طلحة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل” وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” طهور إناء أحدكم، إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسلَه سبع مرات أولاهن بالتراب” وهكذا فإن اقتناء الكلب وتربيته دون حاجة تنقص الأجر.
فلا يجوز اقتناؤه إلا لحاجة كحراسة الماشية أو الزرع، وعدم دخول الملائكة لبيت فيه كلب، وقد خصص العلماء الكلب بالذي لا حاجة لتربيته، وقد عللوا عدم دخول الملائكة للبيت الذى فيه كلب بمخالفة من اقتنى الكلب للأمر النبوى الناهى عن اقتنائه لغير الحاجة، أو لما قد يُلحقه الكلب بالجيران أو المارّة من ترويع لهم بسبب نباحه، أو الأذى من فضلاته التي يخلفها فكان ذلك مُدعاة لعدم دخول الملائكة لهذا البيت، وكذلك نجاسة لُعاب الكلب، حيث أشار الحديث النبوى الشريف إلى أن الكلب إذا شرب من إناء أحد فلا بد من غسله سبع مرات، أولهن بالتراب، وفي رواية إحداهن بالتراب، وذلك لإزالة نجاسته.