أيـــــها المُســــــافر فـــــي شريــــــــاني
بقلم / محموددرويش
أتســــمح لــــــي
أن أتخذ من رحيقك عنـــواني
أقتبس من ثغرك
أجمل قصائد وجــــداني
أعذف في هواكـــ الحــــاني
أرتكب في لهفتك
أقوي نوبات جنـــــــاني
أسكب البحر في عينيك
كي أبحر فيهما
أناجي أسمك
و أنقش وجهك
علي صفحات شطئــــاني
أتســــمح لــــــي
أن أكون في هواكـــ
المجني و الجــــاني
أن يصبح الهوي رسولا
يمارس طقوس إيمــــاني
أيها المُسافر في شريــــاني
أتســــمح لــــــي
أن أرتدي معطفك لقلبي رداء
وأجعل من دمعات عينيك شتاء
أصنع من صمتك
أجمل ترنيمة غناء
أردد أنشودتك
في الصباح والمساء
أجعلك أبيات من الشعر
يعجز أمامها الشعراء
أتســــمح لــــــي
أن أجعلك فصلا خامسا
يجمع بين سمات كل الفصول
أجعلك معركة العشاق للبقاء
معجزة الحب
التي وهبتها السماء
أجعل من حبك صلاة
تقام شعائرها
في محراب الانبياء
أفترش قافيتي بين حدائق شفتيك
أروي من فؤادي لك الزاد والماء
أدونك بحبر عطري
القصيدة الطاهرة العذراء
التي طوت من رحلتي
أصعب لحظات البكاء
أيها المُسافر في شريــــاني
اعبر برحلتك
و اسكن بوتـــــيني
غير مجرى سنيـــــني
اخمد ثورات براكيــــــني
اشعل جنون حنــــــــيني
اعـــــبر برحتـــــلك
استلقي علي كتفاي
طوقني بالاحتواء
أعبر أضلعي بهدوء
استريح علي كفي قليلا
توغل في الأعماق و الدماء
تبختر بين أضلعي
اعزف على صدري
بشفتيك لحن الوجود
ارتشف من بئر حناني ما تشاء
و بين أناملي أكتب
أحبك بكل حروف الهجاء
مر بدروب الحنين
زيدني من الهوي أشتــــياق
اجعل صورتك تغفو الاحــــداق
اجعل رحلتك تشطرني تقسمني
تبعثرني بكل الارواق
فــهيا لملمني
ثم بعثرني بالعنـــــاق
أتســــمح لــــــي
ان أسجل أسمي
في تاريخ الحب
كأول غريق في شواطئ العشـــــاق
أتسمح لي أن أتنفسك حبـــــا
و ارتحل فيك عمـــــرا
أكون همسا بين شفتـــــيك
ونسمة تستكين بين راحتـــــيك
و عشقا يداعب عينــــــيك
أيها المُغامر بأذهــــاني
إلا تنتظر لبضع ثـــــواني ؟؟
يا من جعلتني أنسج من جلدك
الناعم عباءة تكسو الفـــــؤاد
يا من أسكنت بقلبي عذاب السهــــاد
اقترب فلقد أعدت لهواك العـــــتاد
اقترب و لا ترحل
فبعدك الحياة حـــــــداد