الدكرورى يكتب عن أولياء الأمور وغلاء المهور ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
أولياء الأمور وغلاء المهور ” جزء 1″
إن غلاء المهور مشكلة تواجه جميع الشباب، وإن ظاهرة غلاء المهور لم تأتى من فراغ، وإنما لها أسباب كثيرة ولعل أبرزها هى رغبة الزوج فى الظهور بمظهر الغنى القادر، وحرصه على إقناع أولياء الزوجة، وكذلك طمع بعض الأولياء، وعدم إدراكهم لقيمة الزواج وأهدافه الرئيسية، بالإضافة إلى ما سيتحملونه من كثرة المصروفات والالتزامات التى يرون أنها ضرورية لذلك حتى لا ينسبوا للتقصير، وأيضا تغير النظرة إلى الزوج الكفء واختلاف الناس فى فهم ذلك، بحيث تصبح عملية الزواج عملية بيع وشراء، الرابح فيها من يكسب المال الكثير ولا يهمه بعد ذلك لون النتائج وآثارها، وكذلك التقليد الذى استولى على مشاعر الناس جميعا وسلبهم التفكير.
وعطل عقولهم فما عمله فلان لابد أن يعملوه ولا يقصروا عنه، بل يجب أن يزيدوا عليه، وهكذا يتزايد الأمر حتى يبلغ هذا الحد، وهذا أهم سبب، وهو اسناد الحكم فى هذه الأمور إلى النساء، وسماع آرائهن وتنفيذ طلباتهن، وهن من نعلم عاطفة ورغبة في الفخر والظهور، حتى لا تقول فلانة كذا، ولا تتحدث علانة بكذا، ونتيجة لانتشار هذه الظاهرة فإن لها أثارا ونتائج وخيمة من أهمها هو بقاء الرجال أيامى، وبقاء البنات عوانس، وهذا معناه تعطيل الزواج، وإيقاف سنة الله في الحياة، وأيضا حصول الفساد الأخلاقى فى الجنسين عندما ييأسون من الزواج إذ يبحثون علن البديل لذلك، وأيضا كثرة المشكلات الاجتماعية بسبب عدم جريان الأمور بطبيعتها.
ووضع الشيء فى غير موضعه، وحدوث الأمراض النفسية في صدور الشباب من الجنسين بسبب الكبت وارتطام أفكارهم بخيبة الأمل، وكذلك خروج الأولاد عن طاعة آبائهم وأمهاتهم، وتمردهم على العادات والتقاليد الكريمة الموروثة، وكذلك عزوف الشباب عن الزواج بالمواطنات ورغبتهم في الزواج بالأجنبيات وذلك إذا كانت المرأة المراد أن التزوج بها من دولة فقيرة، وهذا أمر من الخطورة بمكان، إذ يترتب عليه مشكلات لا حصر له فيشقى الرجل بحياته الزوجية التي ارتبط بها بامرأة تخالفه في الفكرة، والبيئة والعادات والرغبات وتشقى الفتيات المواطنات، ببقائهن عوانس دون ذنب جنته أيديهن وإنما جنته التقاليد، وتصرفات خاصة من عدد قليل من الناس.
إنها مشكلة عويصة، وظاهرة فظيعة، إنها ظاهرة المغالاة في المهور والتزايد فيها، وجعلها محلا للمفاخرة حتى بلغت إلى الحال التي هي عليها الآن، ولقد صار بعض الناس الآن يزيد في تطويرها ويدخل في المهر أشياء جديدة تزيد الأمر كلفة وصعوبة، حتى أصبح المهر في الوقت الحاضر مما يتعسر أو يتعذر على كثير من الناس فتجد الكثير يتعب تعبا كبيرا في أول حياته وعنفوان شبابه ولا يكاد يدرك ما يحصل من المرأة التي تحصنه كل هذا بسبب هذا التصاعد الذي لا داعي له في المهور، وإن التغالى في المهور مشكلة تعوق وتعكر عن الزواج الذي أمر الله به ورسوله، وهو خلاف المشروع، فإن المشروع في المهور تخفيفها.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عبد الرحمن بن عوف وعليه وضر من صفرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم “مهيم “؟ قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال “ما سقت إليها؟ قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب، قال صلى الله عليه وسلم ” أولم ولو شاة ” والسيدة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة” وعن سهل بن سعد الساعدى رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أهب لك نفسي فنظر إليها رسول صلى الله عليه وسلم فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه” .