مسيلمة بن ثمامة ” جزء 11″

الدكرورى يكتب عن مسيلمة بن ثمامة ” جزء 11″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مسيلمة بن ثمامة ” جزء 11″

ونكمل الجزء الحادى عشر مع مسيلمة بن ثمامة، لكن نهارا كان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة، وما كان تفقهه إلا رياء، فهو لم يلبث أن انضم إليه، وأقر بنبوته، وشهد بأن محمدا أشركه معه في الرسالة فالتف بنو حنيفة حوله، ومن جهته فقد وضع مسيلمة كل ثقته بنهار يستشيره في كل أمر يقلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن عاد مسيلمة إلى قومه أظهر دعوته، وكتب إلى النبى، صلى الله عليه وسلم كتابا يدعي فيه مشاركته في الرسالة ويساومه في اقتسام المـُلك والسيادة في جزيرة العرب، فقال “من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك فإنى قد أشركت فى الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا يعتدون”

وأبى النبى صلى الله عليه وسلم أن يترك الفرصة لمثل هؤلاء الكذابين للتشكيك في أمر الدين، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينهاه عن ذلك ويرده، وقد اتخذ مسيلمة حرما باليمامة فأخذ الناس به فكان محرما، ونظم كلاما مضاهاة للقرآن، وقصده الناس ليتسمعوا منه بعد أن اشتهر أمره وتمكن من التأثير في بعضهم، وكان ممن قصده المتشمس بن معاوية عم الأحنف بن قيس، فلما خرج من عنده قال عنه إنه كذاب، وقال عنه الأحنف بن قيس وكان قد رآه أيضا ما هو بنبي صادق، ولا بمتنبئ حاذق، وقد عُرف مسيلمة بين أتباعه برسول الله، وكانوا يتعصبون له ويؤمنون بدعوته إيمانا شديدا، وكانت المنافسة بين قبائل مضر وربيعة على أشدها.

والأخيرة تتعصب لنسبها وتأنف أن تعلوها قريش بفضل النبوة والرئاسة، وليس أدل على ذلك من طلب هوذة الذي أشرنا إليه، بالإضافة إلى رأى طلحة النميرى الذي قَدم إلى اليمامة للاجتماع بمسيلمة والوقوف على حقيقة دعوته واختبار نبوته، إذ عندما طلب الاجتماع به وسماه باسمه مسيلمة، رد عليه قومه “مه يا رسول الله، فقال لا حتى أراه، فلما جاءه قال أنت مسيلمة؟ قال نعم قال من يأتيك؟ قال رحمن، قال أفى نور أو في ظلمة؟ فقال في ظلمة، فقال أشهد أنك لكذاب وأن محمدا صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر” وكان مسيلمة بن حبيب رجل من بني حنيفة فكان واحدا من عدة أشخاص ادعوا النبوة حول نفس وقت بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

ويراه المسلمون على أنه دعى وكثيرا ما يشار إليه بإسم مسيلمة الكذاب، وكان قد تسمى بالرحمان فكان يقال له رحمان اليمامة، وكان يعمل كثيرا من أعمال الدجل، وادعى مسيلمة النبوة في عهد النبى الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، وقد شهد له أحد أتباعه أنه سمع الرسول صلي الله عليه وسلم، يقول أنه أشرك معه مسيلمة في الأمر، وتابعه كثير من أهل اليمامة، وخاصة من بنى حنيفة، وكان يدعي الكرامات، ويقول المسلمون فأظهر الله كذبه ولصق به لقب الكذاب، وأراد إظهار كرامات تشبه معجزات النبي صلي الله عليه وسلم، فقد ذكر ابن كثير في البداية أنه بصق في بئر فغاض ماؤها، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجا، وسقى بوضوئه نخلا فيبست.

وأتى بولدان يبرك عليهم فمسح على رؤسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمي، ومسيلمة بن حبيب الحنيفي، ينتسب إلى بني حنيفة، أحد أكبر قبائل الجزيرة العربية والتي تقطن منطقة اليمامة، والتي ينتسب إليها آل سعود حكام السعودية ومن القبائل التي اسقطت الفرس في عهد الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعركه ذي قار ضد الفرس قبل الاسلام، وكان بنو حنيفة الفرع الذى تنتشر فيه المسيحية من بنى بكر قبل الإسلام، وكان لمسيلمة حرما دينيا فى اليمامة قبل هجرة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، وكان له نفوذ في شرق الجزيرة، ومن أول ما ورد من أخباره أنه في عام الوفود فى العام التاسع الهجري.