مسيلمة بن ثمامة ” جزء 13″

الدكرورى يكتب عن مسيلمة بن ثمامة ” جزء 13″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مسيلمة بن ثمامة ” جزء 13″

ونكمل الجزء الثالث عشر مع مسيلمة بن ثمامة، ومضى مسيلمة يسأل والجلاد يقطع، وحبيب يقول أشهد أن محمدا رسول الله، حتى صار نصفه قطعا منثورة على الأرض، ونصفه الآخر كتلة تتكلم، ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد صلى الله عليه وسلم لم يغادر شفتيه، ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه نسيبة قالت لمثل هذا الموقف أعددته، وعند الله احتسبته، وقد قتل مسيلمة في حديقة الموت بمعركة اليمامة، أيام خلافة ابى بكر الصديق، وقيل إن عمره حينئذ كان يناهز مائة وخمسين سنة، وقيل إن الذى قتله وحشي بن حرب قاتل حمزة بن عبد المطلب يوم معركة أحد، وعندما ادعى مسيلمة الكذاب النبوة قال له أتباعه إن محمدا يقرأ قرآنا يأتيه من السماء فاقرأ علينا شيئا مما يأتيك من السماء.

” فقال لهم كلام، فتقزز أتباعه مما سمعوا وعلموا أنه ليس وحي سماء بل هذيان معتوه، وانبرى له من بينهم أحد الأعراب قائلا “والله إني لأعلم أنك كذاب، وأعلم أن محمدا صادقٌ، ولكن كذاب ربيعة أحب إليَّ من صادق مُضر” ولم يصبح جميع أتباع مسيلمة مسلمين مخلصين، فبعد عشر سنين أعدم حامل رسالة مسيلمة التي أرسلها لرسول لله صلى الله عليه وسلم مع آخرين في الكوفة حيث اعتبروا بأنهم ما زالوا على دعوة مسيلمة، وهكذا ادعى مسيلمة الكذاب النبوة فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمع حوله بعض الكذابين والدجالين الذين شهدوا له أمام الناس أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه أشرك مسيلمة معه في أمر الرسالة والدعوة.

حتى صدقه الناس وتبِعه عدد كبير من أهل اليمامة، وكان أكثر أتباعه من أهلله بني حنيفة، وقد ادعى مسيلمة الكذاب أيضا أنه صاحب معجزات وكرامات، ولكن أمر الله تعالى جاء ليكشف أكاذيبه ودجله، فقد قيل فيما ورد عن ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أن مسيلة الكذاب بصق في بئر ذات مرة فغاض ماء تلك البئر، وقيل أنه مسح على أعين رجل ليشفيه من مرض في عينيه فعمي الرجل، فكان أمر الله يكشف كذبه ودجله قبل أن يأتى يهزمه المسلمون شر هزيمة، وهكذا فمنذ بداية الدعوة الإسلامية، ونزول الرسالة السماوية على خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قد تعددت ادعاءات النبوة سواء فى عصر النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

أو من بعده، وعلى مدار تاريخ الإسلام وحتى العصر الحديث، وكان هناك العديد ممن ادعوا النبوة ونزول الوحى الإلهى عليهم مثل مسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسى وغيرهم، وكان من بعد ذلك أيضا هو رشاد خليفة، وهو أحد مدعى النبوة، وقيل أنه ولد فى التاسع عشر من شهر نوفمبر عام ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثون ميلادى وهو مصرى هاجر للولايات المتحدة، للدراسة فى عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسون ميلادى وتخصص فى مجال الكيمياء الحيوية وأصبح مواطنا أمريكيا بعد حصوله على الجنسية الأمريكية، وقد اشتهر بإدعائه الرسالة وبحثه فى الإعجاز العددى فى القرآن الكريم، حيث أقام رشاد فى أمريكا وبحث فى نصوص القرآن ثم ادعى النبوة.

وأنه خليفة الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وجمع أبحاثه فى كتاب أسماه معجزة القرآن الكريم، كما ادعى تلاعب الصحابة بالقرآن الكريم وآياته، وأن اكتشافه لهذا الإعجاز يثبت نبوته، وقد وجد مقتولا فى مسجده فى ولاية أيرزونا عام عام ألف وتسعمائة وتسعون ميلادى، وقبل رشاد خليفة ومن بعده كان هناك الكثير ممن أدعوا النبوة، ومن بينهم هو ميرزا غلام أحمد القاديانى وهو من الهند، وقد بدأت دعوة ميرزا فى إقليم قاديان فى إحدى قرى البنجاب فى الهند أواخر القرن التاسع عشر، بعيدا عن الاتجاهات الاستعمارية الانجليزية، التى يقال إنها ساهمت فى انتشار دعوته، إلا أن ما يميز دعوة القاديانى أنها لم تؤسس لحضور مقدس، جديد ورؤية جديدة.