مسيلمة بن ثمامة ” جزء 14″

الدكرورى يكتب عن مسيلمة بن ثمامة ” جزء 14″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مسيلمة بن ثمامة ” جزء 14″

ونكمل الجزء الرابع عشر مع مسيلمة بن ثمامة، إلا أن ما يميز دعوة القاديانى أنها لم تؤسس لحضور مقدس، جديد ورؤية جديدة، بل استعان بالدين الإسلامى ومنظومته فى محاولة لتقديم تأويل مختلف للنصوص لا رؤية جديدة، وقيل أنه ذات مرة ادعى أنه المسيح، ثم زعم أنه تجسيد للنبى محمد بن عبد الله، حتى الآيات التى ادعى أنها أوحيت إليه فى كتابه المقدس، الكتاب المبين، يتبين أنها غير متماسكة ويمكن لأى شخص عادى أن يؤلفها، إلا أن دعوته ما زالت مستمرة حتى الآن، وأيضا من بين هؤلاء هو والاس فرد محمد، وهو واعظ دينى مسلم، وبحسب ما ورد فى كتاب الرسول لكارل إيفانز، فإن والاس الذى ولد عام ألف وثمانى مائة وثلاثة وتسعون ميلادى.

قد عمل على نشر الإسلام بين الأمريكيين من ذوى البشرة السمراء على وجه الخصوص، فأسس منظمة أمة الإسلام وتركزت نشاطاته فى مدينة ديترويت، حيث بنى عام ألف وتسعمائة وثلاثون وشكلت أفكار والاس انحرافا فكريا عن الخط الإسلامى التقليدى، فبحسب ما ورد فى كتاب “رسالة إلى الرجل الأسود” لمؤلفه إليجا محمد، فإن والاس كان يدعى أنه المهدى المنتظر، كما أشاع بين أتباعه أنه تجسيد للذات الإلهية، وفى عام ألف وتسعمائة وأربعه وثلاثون اختفى والاس فجأة، دون أية مقدمات، ليخلفه فى قيادة المنظمة صديقه إليجا محمد، ويذكر كلود أندرو، فى كتابه “حياة إليجا محمد” أن الزعيم الثانى لمنظمة أمة الإسلام، كان من خلفية مسيحية.

وأنه بعد قيادته للمنظمة، استطاع أن يطور أداءها وأن يحافظ على الأفكار والمعتقدات التى نشرها ودعا إليها سلفه، وأضاف فى الوقت نفسه بعضا من الأفكار الجديدة، ومنها تسميته نفسه بالرسول وإسباغه نفسه بصفتى العصمة والتنزيه، ويعد الطبيب صلاح شعيشع أشهر مصرى ادعى النبوة فى العصر الحديث قبل أن يُلقى القبض عليه عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانون ويحكم عليه بالسجن خمسة أعوام، وكان شعيشع قد اشتهر قبل ذلك بإجراء عمليات الإجهاض فى عيادته بالإسكندرية التى حولها فى السبعينيات إلى مقر لدعوته التى بدأت بزعمه أن روح الرسول صلى الله عليه وسلم، تلبسته وجعلته يكمل دعوته بعد تفشى الفساد.

وعن أبي إدريس الخولاني، أن معاذ بن جبل قال، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق، والصغير والكبير، والأحمر والأسود، فيوشك قائل أن يقول، مالي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره، إياكم وإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول على في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا، قالوا، وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلاله؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه؟ فلا يثنكم، فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون” وعن عبد الله بن سلمة قال، قال رجل لمعاذ بن جبل، علمني، قال وهل أنت مطيعي؟

قال إني على طاعتك لحريص، قال صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم” وعن معاوية بن قرة قال، قال معاذ بن جبل لابنه ” يا بني إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدا، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين، حسنة قدمها وحسنة أخرها” وعن أبي إدريس الخولاني قال، قال معاذ ” إنك تجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات” رواهما الإمام أحمد، وعن محمد بن سيرين قال، أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه، فقال ” إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حفظت، إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فأثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت”