فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 6″ 

الدكرورى يكتب عن فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 6″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع فأصابتكم مصيبة الموت، وتعلم العلم وتعليمه هي وظيفة الأنبياء والرسل الكرام، من قبلنا فإذا مات الإنسان على عمل صالح فإنه يرجى أن يكون قد وقع أجره على الله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى يقول عن الهجرة كما جاء فى سورة النساء ” ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ” فالذي يموت وهو مهاجر في سبيل الله، خارج من بيته وأهله ووطنه، فإن هذا من أعظم الأعمال الصالحة، ثم يموت فقد وقع أجره على الله، وكذلك الذي يذهب يخرج من بيته مجاهدا أو حاجا أو معتمرا ويموت في الطريق، أو يخرج وهو يسعى على عياله، كل ذلك في سبيل الله.

وقد تضمن الله تعالى لمن خرج في الجهاد والحج والعمرة ومات في الطريق أن يعظم له الأجر، ويجزل له المثوبة، ويعظم له الثواب، الخروج إلى العمرة، والحج، والجهاد في سبيل الله، بجميع أنواع الجهاد، ومنها كذلك جهاد النفس في تعلم العلم، وإقامة النفس عليه، والدعوة إليه، والصبر على الأذى في سبيله، فالموت على هذه الحالة من أعظم أنواع الموت، وهو موت عظيم وله أجر كبير عند الله عز وجل، وكذلك الموت على عمل صالح، فيقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث الحسن ” من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنه”

وعن عمار بن ياسر رضى الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم، كان يقول ” اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي” فهذا دعاء عظيم مختصر، وكل فيه الأمر إلى الله تعالى وإلى علمه سبحانه وتعالى، وهذا هو الصواب، فإذا دعا يدعو بمثل هذا الدعاء، ويقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “المؤمن يموت بعرق الجبين” وقد اختلف العلماء في المعنى، فقال بعضهم، معناه أنه يموت وجبينه فيه عرق، وهذا يحتاج إلى تدبر أحوال الناس، وهل هذا واقع أم لا؟ والمعنى الثاني وهو أظهر وأقرب، وهو أنه يموت بعرق الجبين، ويعني أن يعمل ويكدح ويطلب الرزق الحلال.

ولا يتساهل ويخرج لسؤال الناس والحاجة إليهم، بل يعمل ويطلب الرزق، والمؤمن هكذا إلى أن يموت وهو في طلب الرزق، والعادة أن التعب يعرق به الجبين، فيحصل العرق من آثار التعب، وقد يأتي في أول البيع، فعن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سُئل أي الكسب أطيب؟ فقال ” عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور” وأن النبى صلى الله عليه وسلم، قال ” ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده كان يعمل الدروع” فوالله ليس بينهم وبين الله واسطة ولا رحم، إلا الخوف منه سبحانه، وتقواه ظاهرا وباطنا، واسمعوا قول الله عز وجل لما عذب قوم لوط على فعلتهم الشنيعة.

وأنزل بهم عقوبة رادعة فظيعة، فقال سبحانه وتعالى ” مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد” وقال سبحانه وتعالى ” وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد ” فعلى جميع المسلمين أن يعودوا إلى دينهم، وينفضوا عن رؤوسهم غبار تقليد الكفار، واتباع الفجار، فذلك طريق الفلاح والفوز برضى الله عز وجل، ولقد بشر نبى الله عيسى بن مريم عليه السلام ومن قبله من الأنبياء والرسل، بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، في كتبهم وصحفهم، وبشر به بحيرى راهب من أهل الكتاب، لديه خبر التوراة والإنجيل، وعلم من التأويل والتنزيل، فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الثانية عشرة من عمره يفقده، ويتخلله وتأمله،