الدكرورى يكتب عن فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 10″
ونكمل الجزء العاشر مع فأصابتكم مصيبة الموت، ويقول الله عز وجل في حديث قدسي “رحمتي سبقَت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوى سبق انتقامى، أنا رؤوف بعبادي، وأرحم من الوالدة بولدها” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال “بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه في خلاء، جاءه رجل عليه كساء، وفي يده شيء قد لفّ عليه كساءه وقال يا رسول الله، إني لما رأيتك أقبلت، فمررت بشجر ملتف بعضه على بعض، فسمعت فيه أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن، فاستدارت على رأسي، فكشفت لها عنهن فسقطت عليهن، فلففتها معهن بكسائي، فها هن معي يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ضعهن” فوضعتهن أمامه على الأرض، وكشفت الكساء عنهن، فأبت أمهن فراقهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أتعجبون لرحمة أم الفراخ بفراخها؟ قالوا نعم، قال ” والذي بعثني بالحق، لله أرحم بعباده من أم الفراخ بفراخها، قم فارجع بهن حتى تضعهن مكانهن، وأمهن معهن” فإن كل ما نراه في الأرض من تواد وتحاب، وتعاطف وتآلف، وتعاون وتراحم إنما هو أثر من رحمة الله التي أودع جزءا منها في قلوب الخلائق، فأرق الناسِ قلبا أوفرهم نصيبا من هذه الرحمة، وأرهفهم إحساسا بحاجات الضعفاء والعاجزين، وأسمعهم إلى أنات الفقراء والمعوزين، وأسرعهم إلى مساعدة اليتامى والبائسين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال صلى الله عليه وسلم “امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين” وفي رواية أخرى أن رجلا جاءه يشكو قسوة قلبه، فقال له ” أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلين قلبك، وتدرك حاجتك” ومن الرحمة المطلوبة الرفق بالحيوان، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يحد شفرته وقد أضجع شاته، فقال له منكرا عليه ” أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا أحددت شفرتَك قبل أن تضجعها” وروي أن رجلا قال يا رسول الله، إني لأَرحم الشاة أن أذبحها، فقال “إن رحمتها رحمك الله” ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
رجلا يسحب شاة برجلها ليذبحها، فقال له “ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا” وليس من الرحمة أن نقسو على الحيوان، أو نستهين بآلامه، أو نجيعه، أو نحمله ما لا يطيق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من لقي الله بهن دخل الجنة من أي باب شاء من حسن خلقه وخشي الله في المغيب و المحضر وترك المراء وإن كان محقا” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة و بيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ولمن حسن خلقه” وقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا”
” فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عليم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من تعلم علما ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول أنا رئيسكم فليتبوأ مقعده من النار إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها فمن دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيما رجل آتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه لقي الله عز و جل يوم القيامة ملجما بلجام من نار “