عباره نُحتت من 600عام «إذا رأيتمونى فابكوا».. حجارة الجوع تظهر فى أوروبا.
“إذا رأيتمونى فابكوا” أكثر من 600 عام نحتت هذه العبارة على حجارة تسمى حجارة الجوع على ضفاف نهر إلبة الذى يجرى من جمهورية التشيك إلى ألمانيا، وهي التي تغمرها المياه ولا تُرى إلا إذا انخفض منسوب النهر كمقياس له وإنذار بوقوع كارثة مائية، فعلى مدار السنوات الماضية لم تظهر إلا خلال الأيام الحالية بسبب الجفاف الذي يجتاح أوروبا وهو الأسوأ منذ 500 عام.
ووفقا لتقارير صدرت عن خدمة العلوم والمعرفة التابعة للمفوضية الأوروبية، والذي نشر يوم الإثنين الماضي 22 من شهر أغسطس الجاري، تشير إلى أن الجفاف التي تشهده أوروبا يرجع إلى درجات الحرارة المرتفعة وقلة الأمطار التى تضرب القارة العجوز.
وقالت الدكتورة منار غانم، خبيرة الأرصاد وعضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، في تصريحات صحفية ، إن القارة الأوروبية وبالأخص جنوب غرب أوروبا تأثرت بالتغيرات المناخية وموجة ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها خلال فترة الصيف، ما تسببت في ندرة الأمطار خلال العام الحالي وانحسار الأنهار، أدى ذلك إلى ظهور بعض الأثريات المدفونة في باطن النهر ومنها المنحوتة التي تحمل عبارة التحذير والحسرة “إذا رأيتمونى فابكوا”.
وأضافت غانم: “أن التغيرات المناخية السبب الأساسي فيها هو النشاط البشري وزيادة غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي والتي تؤدي بدورها إلى تغيير في منظومة التوزيعات الضغطية التي تؤثر في أي بلد وهو ماحدث في العديد من دول العالم من فيضانات وسيول في الدول العربية كالإمارات والسعودية ودول شرق أسيا كباكستان، وهو ما يؤدي إلى زيادة التبخر في الأنهار والبحار وفي مناطق أخرى يؤدي إلى فيضانات ومناطق يؤدي إلى ندرة الأمطار وجفاف وحرائق وهي ما تشهده معظم أوروبا.
وأشارت إلى أن معظم الدول الأوروبية كانت تعتقد أنها في منأى عن تأثير التغيرات المناخية لكن في السنوات الأخيرة بدأت تشعر الدول الأوروبية بتلك التغيرات على حسب الطبيعة الجغرافية لكل بلد، حيث سجلت بعض الدول الأفريقية والعربية في الصيف الحالي درجات حرارة أقل من دول أوروبية، ووصلت فيها درجات إلى 41 و45 و47 درجة مئوية والبرتغال وإسبانيا بينما على سبيل المثال سجلت مصر هذا الصيف أعلى درجة 40 درجة مئوية وهو ما يوضح تغير الأنماط المناخية في معظم دول العالم