راعوث وبوعز ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن راعوث وبوعز ” جزء 2″

بقلم/ محمــــد الدكـــــرورى

راعوث وبوعز ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع راعوث وبوعز، وكان اللقاء الأول بين راعوث وزوجها بوعز في حقله، وكان ذلك إثر استقرارها في بيت لحم حيث طلبت راعوث من حماتها أن تذهب للعمل في حصاد الشعير، فاهتدت إلى حقل خاص لأحد أقارب حماتها نعمي اسمه بوعز، وعندما عرف بوعز من هي طلب منها البقاء في الحقل والعمل دائما لديه، ثم أوصى سائر العمال والمشرفين عليهم بالاهتمام الخاص بها، إثر ذلك سقطت راعوث على وجهها وسجدت إلى الأرض، وقالت له كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إليّ وأنا غريبة، فأجاب بوعز وقال لها إنني قد أخبرت بكل ما فعلت بحماتك بعد موت رجلك، حتى تركت أباك وأمك وأرض مولدك وسرت إلى شعب لم تعرفيه من قبل.

وعندما عادت في المساء إلى حماتها وأخبرتها، تهللت نعمي للمرة الأولى وأخبرت راعوث أن بوعز هو الوليّ الثاني لهما، وعند نهاية موسم الحصاد، طلبت نعمي من راعوث أن تغتسل وتضع طيوبا على جسدها ثم تذهب إلى منزل بوعز وتضطجع عند قدميه، ففعلت راعوث ما طلبت نعمي منها، وعندما سألها بوعز من أنت؟ كشفت له عن نفسها وطلبت منه الزواج بها، وفق الشريعة اليهودية، فامتدحها بوعز، ثم سأل وليها الأول الذي لا عنه شيءا أن يشتري حصة نعمي من الحقل وأخبره أن عليه الزواج من راعوث مع شراءه الحقل، وذلك وفق أحكام الشريعة اليهودية، التي تنص على زواج الأرملة من أقرب أقرباء زوجها الذكور ليستمر اسمه في الأرض.

فرفض الولي ذلك وإذ ذاك انتقل الأمر إلى بوعز الذي تزوج راعوث واشترى الحقل، وعندما أخبر بوعز الشعب بذلك فرحوا فليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وليئة اللتين بنتا بيت إسرائيل، وراعوث قد حملت من زوجها بوعز، في حين هنأت النساء في بيت لحم نعمي لأن كنتك قد أحبتك، وهي غير لك من سبعة بنين والولد الذي أنجبته راعوث هو عوبيد والد يسى والد الملك داود عليه السلام، وأنه يؤمن المسيحيون أن راعوث هي رمز إلى كنيسة الأمم وخلاص غير اليهود في حين أن بوعز رمز ليسوع الذي هو المسيح، وكانت راعوث من نساء موآب ولكنها كانت ذات صلة بإسرائيل من خلال نبى الله لوط، إبن أخو الخليل إبراهيم عليه السلام.

وقد عاشت راعوث في زمن القضاة، وكانت قد تزوجت إبن عائلة إسرائيلية عندما كانوا يعيشون في موآب، ولكن في وقت ما مات زوجها وأخيه الوحيد بالإضافة إلى أبيهما أيضا فكان على راعوث الإختيار أما أن تبقى في موآب، موطنها، أو أن تذهب مع حماتها، نعمي، إلى أرض يهوذا التي لم تعرفها من قبل، وقد أحبت راعوث حماتها، وكانت تتحنن عليها كثيرا نظرا لأنها فقدت زوجها بالإضافة إلى إبنيها أيضا، وقد إختارت عرفة زوجة الإبن الآخر أن تبقى مع شعبها في موآب، ولكن راعوث لم تستطع أن تتحمل الإنفصال عن نعمي أو عن إله إسرائيل الذي صارت تعرفه، حيث رجعت نعمي وراعوث معا إلى يهوذا، إلى مدينة بيت لحم، حيث قررتا أن تسكنا.

وهناك إنتشرت قصة راعوث، وسمع بوعز، الذي كان يمتلك حقلا قريبا، عن أمانتها كما هو مدون في سفر راعوث، وكانت العادة في إسرائيل أن يتزوج الرجل زوجة أخيه الميت لكي يقيم له نسلا، وحيث أن الأخ الوحيد لزوج راعوث كان قد مات أيضأ، كان عليها هي ونعمي أن تعولا نفسيهما حيث خرجت راعوث كل يوم لكي تلتقط من الحقول حتى توفر الطعام لنفسها ولنعمي أيضا، وقد وجدت عملا في حقل بوعز، غير عالمة أنه كان من أقرباء نعمي وعندما عاد بوعز إلى بيته، لاحظ وجود راعوث وسأل عنها المسئول عن العاملين في الحقل، وقد أخبر العبد بوعز عن أمانة راعوث تجاه نعمي وعملها الدؤوب في الحقل فتكلم بوعز مع راعوث شخصيا وقال لها أن تبقى في حقله وأن تبقى قريبة من النساء الأخريات.