راعوث وبوعز ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن راعوث وبوعز ” جزء 6″

بقلم/ محمــــد الدكـــــرورى

راعوث وبوعز ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع راعوث وبوعز، فقد اخبر راعوث ان هناك وليّا آخر اقرب منه الى عائلة زوج نعمي الميت،‏ وأنه سيتحدث اليه اولا بشأن أحقيته في الزواج بها، وبعد ذلك،‏ طلب بوعز من راعوث ان تستلقي مجددا وتنام حتى يلوح الفجر،‏ ثم تعود خفية الى بيتها،‏ فقد كان حريصا على سمعتها وسمعته هو ايضا لئلا يظن احد خطأ انهما اقاما علاقة جنسية، فعملت راعوث بكلامه واضطجعت عند قدميه،‏ وكانت على الارجح اقل توترا لأنه لطف بها ولم يردّها خائبة،‏ وقبل ان يطلع الصبح،‏ رجعت الى بيت لحم بعدما كال لها في معطفها كمية وافرة من الشعير، وكم شعرت راعوث بالسعادة حين استذكرت كلمات بوعز انها امرأة فاضلة بشهادة الجميع‏.

ولا شك ان سعيها الدؤوب الى التعرف بيهوه وخدمته اسهم الى حد بعيد في اكتسابها هذا الصيت، وكما انها اظهرت محبة شديدة ومراعاة كبيرة لنعمي وشعبها،‏ فتكيفت طوعا مع عاداتهم وأعرافهم التي كانت حتما غريبة عنها، وقد سألت نعمي لدى وصول راعوث الى البيت مَن انت يا ابنتي؟‏‏ صحيح ان الظلمة ربما حالت دون ان تميّز كنتها،‏ لكنها ارادت ايضا ان تستعلم هل عادت راعوث ادراجها ارملة غير مرتبطة مثلما ذهبت،‏ ام انها الآن تعقد الآمال على زواج قريب،‏ فقصّت راعوث على حماتها فورا كل ما جرى بينها وبين بوعز وأعطتها ايضا كمية الشعير التي ارسلها اليها هدية، وعندئذ،‏ ارتأت نعمي ألا تتخذ راعوث خطوة اخرى ونصحتها ألا تخرج في ذلك اليوم.

لتلتقط في الحقول، وأكدت لها قائلة أن الرجل لن يستريح حتى ينهي الامر اليوم، وقد اصابت نعمي في رأيها بشأن بوعز، فقد صعد الى باب المدينة حيث يجتمع شيوخها عادة،‏ وانتظر مرور الوليّ الاقرب، ثم عرض عليه امام شهود ان يقوم بدوره كوليّ ويتزوج راعوث،‏ الا ان الرجل رفض مدعيا ان ذلك يفسد ميراثه، عندئذ،‏ أعلن بوعز امام الشهود عند باب المدينة انه سيكون الوليّ،‏ فيشتري املاك زوج نعمي الميت،‏ أليمالك،‏ ويتزوج براعوث،‏ ارملة ابنه محلون،‏ آملا ان يقيم اسم الميت على ميراثه، فكان بوعز رجلا شهما وبعيدا كل البعد عن الانانية، وتزوج بوعز براعوث، فأعطاها يهوه حبلا وولدت ابنا، فباركت نساء بيت لحم نعمي ومدحن راعوث.

لأنها كانت لحماتها خيرا من سبعة ابناء،‏ وفي وقت لاحق،‏ اصبح ابن راعوث احد اسلاف الملك العظيم داود، وداود بدوره كان سلفا ليسوع المسيح، ولقد حظيت راعوث ببركة يهوه،‏ وكذلك نعمي التي لعبت دورا في تربية الولد كما لو انه ابنها، وحياة هاتين المرأتين تملأنا ثقة ان يهوه الله يرى كل الذين يكدحون في اعمال متواضعة من اجل اعالة خاصتهم ويسعون الى خدمته بولاء بين صفوف شعبه، وهو يكافئ دون شك الامناء الذين يسعون الى بناء صيت حسن امامه كأشخاص فاضلين،‏ اسوة براعوث، وإذا توقفنا لحظه نتأمل قصة راعوث فنجد أنها امرأة تزوجت، وحدثت مجاعة ، فهاجر زوجها طلبا للرزق فى بلد غريبة، ومات زوجها فابتدأت هى أن تعمل.

وعندما سمعت حماتها أن حال بلدتها تحسن قالت لراعوث ولزوجة ابنها الآخر ويسمى عرفة أن يذهبوا ولكن رجعت راعوث مع حماتها بل وخدمتها برضاها، بالرغم من موت زوجها ويكمن سر الكفاح أنه فى وسط أناس لا تعرفهم حيث كانت تلتقط ما يتبقى فى الحقل، وحتى أن زواجها الثانى كان بكفاح حسب ما تقوله لها حماتها وخاصة فى زمن أيام سفر القضاة حيث كانت البنت مهملة القيمة ولكنها كانت كوردة بيضاء وسط حلة طينية سوداء، وقد ظلت راعوث فى كفاحها حتى نفسها الأخير فى حياتها، وأنجبت وفرحت بنسلها فعندما أنجبت عوبيد وهو أبو يسى والد النبى داود عليه السلام” فأخذت نعمى الولد ووضعته فى حضنها وصارت له مربية.