الدكرورى يكتب عن الإمام أحمد أبو لبن ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
الإمام أحمد أبو لبن ” جزء 1″
لقد اختص الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على المرسلين بخصائص تفوق التعداد، فهو سيد ولد آدم، وهو خاتم النبيين والمرسلين، فأرسله الله تعالى إلى الناس كافة، وهو صلى الله عليه وسلم، أول من يعبر الصراط يوم القيامة والمعاد، وهو أول من يقرع باب الجنة للعباد، وهو أول من يدخلها، وهو أول شافع وأول مشفع، وله الوسيلة والفضيلة وله المقام المحمود في يوم المعاد، وله لواء الحمد الذي يجتمع تحته كل حماد، ومع كون النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه هو أفضل الأنبياء، وهو سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيده صلى الله عليه وسلم، لواء الحمد، وهو الذي يستفتح الجنة لجميع العباد، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لتواضعه.
قد نهى أن يفضل على الأنبياء على سبيل تنقص المفضول ومدح الفاضل، فقال صلى الله عليه وسلم “لا تخيروا بين الأنبياء” بل إنه خص نفسه صلى الله عليه وسلم، فقال “لا تخيروني بين الأنبياء” ولما اختلف صحابي مع يهودي وأقبل اليهودي يشتكي إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إذ مدح اليهودي نبى الله موسى عليه السلام، فلطمه الصحابي، فاشتكى اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد غضب لما لُطم هذا اليهودي، غضب صلى الله عليه وسلم، قال “لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصور فيصعق مَن في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول مَن بعث.
فإذا بموسى آخذا بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي، ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى” ويقول صلى الله عليه وسلم، هذا حفظا وإجلالا وإكراما لمكانة جميع الأنبياء، ولقد أمر الله عز وجل، بمحبة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بطاعته، بل أمر سبحانه وتعالى، بطاعة جميع الأنبياء، ولقد قرن الله تعالى، بين طاعته عز وجل، وبين طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أرسله الله تعالى، إلى الناس كافة، للإنس وللجن، وبه ختمت الرسالات، وهو خير خلق الله عز وجل، وهو أكرمهم عند الله تعالى، وهو سيد ولد آدم، وهو خليل الرحمن، وهو الشافع المشفع.
وهو أول من تفتح له أبواب الجنة، وقد يسر الله تعالى، شريعته لأمته، ووضع عنهم الأغلال والآصار التي كانت على الأمم التي من قبلهم، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم، واثقا في دعوته لا يلتفت إلى من يتنقصه، ولا يلتفت إلى المستهزئين، فكان يعلم صلى الله عليه وسلم، أن الذي يتنقصه هو كالذي يرفع بصره إلى الشمس فيسبها، ثم يقذفها بحجر، فلا يلبث أن يسقط الحجر على رأسه فيدمغه، فقد قالوا عنه صلى الله عليه وسلم، مجنون وساحر وكذاب، ولكن الله عز وجل، ينادى عليه صلى الله عليه وسلم، حيث يقول له فى سورة الحجر “فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين” وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهو أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأبنائنا وأهلنا.
وهو أحب إلينا من الناس أجمعين، فقو صلى الله عليه وسلم، القائل فى حديثه الشريف “والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده وأهله وماله والناس أجمعين” رواه البخاري، ولقد قال عمر بن الخطاب “يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من نفسي” قال “الآن يا عمر” يعني الآن استكملت الإيمان، ولقد أباح الإسلام الرضاع، وهو أن يرضع الطفل من لبن امرأة غير أمه، وقد تدعو الحاجة إلى ذلك، كوفاة الأم مثلا، أو لعدم قدرتها على الرضاع، إما من انشغال أو عجز، كعدم وجود اللبن أصلا، أو لأسباب أخرى، وبناء على ذلك، فإنه يترتب على هذا الرضاع أحكام شرعية، من ثبوت المحرمية بين الرضيع وفروعه من جهة، وبين مرضعته ومن اتصل بها من جهة النسب من جهة ثانية.