الدكرورى يكتب عن الإمام أحمد أبو لبن ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
الإمام أحمد أبو لبن ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع الإمام أحمد أبو لبن، وعلى خلفية تلك الدعوات التي نال من خلالها شهرة كبيرة، تمت دعوته إلى مؤتمر كوبنهاجن للحوار الديني والحضاري، ولكنه رفض الانضمام لهذا المؤتمر، مؤكدا على أن مثل هذه المؤتمرات تفشل دوما في تحقيق أهدافها، وأنها ما هي سوى حيلة للمكر على الدعاة، والإمام احمد أبو لبن كان شخصية محورية في مناهضة الرسوم الكاريكاتورية المُسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في صحيفة يولاندس بوستن في الدنمارك، وقد ولد أحمد أبو لبن عام الف وتسعمائه وسته وأربعين في مدينة يافا في فلسطين، وفي عام ثمانى وأربعين فقد فرت عائلته إلى القاهرة، وترعرع هناك، وأصبح مهندسا ميكانيكيا.
وقد درس الشريعة الإسلامية وعمل في صناعة النفط في الخليج العربي، ثم عمل في شركة مقاولات في نيجيريا وقد ساهم في مشاريع إسلامية تعليمية في ولايات مختلفة من نيجيريا، وقد شارك أبو لبن في الجدال الإعلامي التي اندلع في الدنمارك بعد إصدار الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في صحيفة يولاندس بوستن، وفي نوفمبر ألفين وخمسة قد قام بجولة في الشرق الأوسط لطلب الدعم الدبلوماسي، وهو أحد العوامل التي أثارت الغضب على نطاق واسع، في المنطقة في أوائل عام ألفين وسته، جنبا إلى جنب مع أحمد عكاري، وقد قام بتأليف منشور عكاري، لبن الذي تم توزيعه لمناهضة الرسوم الكاريكاتورية.
ولقد كان هناك تصريحات شهرية له، بعد مقتل ثيو فان جوخ انتقد مقتله، كما انتقد إساءة استخدام حرية التعبير وإهانته الإسلام، وانتقد السياسي الدنماركي ناصر خضر ووصفه بالفأر الهارب، في صلاة الجمعة في الخامس من أبريل لعام ألفين واثنين، أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية وقد دعا أبو لبن لتقديم للجهاد من أجل القضية الفلسطينية، وخرجت من المسجد مظاهرة إلى ساحة البرلمان، حمل المتظاهرون فيها لافتات تساوي بين الإسرائيليين والنازيين، وأحرقوا العلم الإسرائيلي، وقد يتساءل الكثير من الأشخاص في الدول العربية عن من هو أبو اللبن؟ هذا الاسم الذي يتم تداوله بين الحين والآخر على نطاق واسع عند الحديث عن نصرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ضد الإساءات التي تقام ضده من الدول الغربية في أوقات مختلفة، فمن هو أبو اللبن ولماذا يتم ذكر اسمه في هذه المناسبات، فهو الإمام الفلسطيني أحمد أبو لبن هو واحد من أشهر الدعاة في دولة الدانمارك، وتعود أصوله إلى الدولة الفلسطينية، وقد نال احتراما كبيرا من المسلمين من مختلف دول العالم بسبب دفاعه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الدولة التي بدأت منها الإساءات المتكررة لأفضل الخلق أجمعين، وقد عاش الشيخ أحمد أبو لبن حوالي ستون عاما وقد قضى أغلبها في الدعوة إلى الدين الإسلامي بالحسنى، وأفنى عمره في توضيح حقيقة الدين الإسلامي الوسطي لغير المسلمين، بالإضافة إلى الاهتمام بشئون المسلمين في دولة الدانمارك.
حيث كام يعمل خطيبا وإماما ومستشارا دينيا للمسلمين في كوبنهاجن، وقد هاجر إلى الدنمارك عام أربعه وثمانين، وعاش هناك لبقية حياته، وفي التاسع عشر من شهر يناير فى عام ألفين وسبعة فقد أعلنت الجمعية الإسلامية في الدنمارك أن أبا لبن مصاب بسرطان الرئة، وتوفي في الأول من شهر فبراير فى عام ألفين وسبعة عن عمر ستون عاما، وقد حضر جنازته آلاف المسلمين في كوبنهاجن، وهذا ما يستحقه منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نصرته وتأيده، ولقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيه الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وتألّقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال ، وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبته العدو والصديق، وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قال، وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء خُلقت مبرّأً من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء.