خلافات زوجية تودي بحياة «رانيا» في الخانكة
مثل كل يوم استيقظت رانيا داخل غرفتها الصغيرة بمنزل والدها بالخانكة، والجروح والكدمات تغطي جسدها الصغير، وتفيق على صوت مشاجرة بين والدها وزوجته التي صرخت قائلة: «مش هربيها دي بنتك مش بنتي».
اعتاد والد الطفلة “رانيا” صاحبة الـ16 عامًا على تعنيفها بصورة شبه يومية والاعتداء عليها بالضرب إرضاءً لزوجته الجديدة، لتنام الفتاة يوميًا والكدمات على جسدها والدموع تغطي وجنتيها، وتحاول تخيل بيتها القديم الدافئ وابتسامة والدتها المُطمئِنة.
8 أشهر من العذاب قضتهم «رانيا» برفقة والدها وزوجته التي حاولت افتعال المشاكل معها، فتارة تتهمها أنها سرقت مصوغاتها الذهبية، وتارة تخبر زوجها أن ابنته تطاولت عليها بالألفاظ الخادشة، حتى أتى اليوم المشؤوم عندما تحولت الفتاة صاحبة الملامح الطفولية إلى جثة هامدة.
ضرب مبرح لرانيا حتى سقطت جثة
استمعت الفتاة إلى مشاجرة طويلة بين والدها وزوجته تخللتها الألفاظ النابية، ولم تمضي إلا لحظات وفوجئت بالأب يقتحم غرفتها الصغير وينقض عليها كما ينقض الحيوان المفترس على ضحيته ويعتدي عليها بالضرب المبرح وسط توسلاتها، لحظات مضت على الفتاة التي تجرد والدها من كافة صور الإنسانية وأبرحها ضربًا، لترفع عيناها وتوجه بصرها له للمرة الأخيرة ثم تغلقها للأبد، ليظن الأب أن ابنته فقدت الوعي ويحاول إفاقتها بصفعات على وجهها حتى أدرك أن فلذة كبده فارقت الحياة.
ابنتي رجعت جثة هامدة
في شقة الوايلي التي عاشت فيها رانيا لعدة سنوات برفقة والديها، هرولت الأم مسرعة نحو الباب بعد سماعها صوت طرقاتٍ عالية، لتشاهد مشهد لن يُمحى من ذاكرتها، فأمامها كان زوجها السابق يتصبب منه العرق البارد ويحمل ابنته الغارقة في دماءها ويردد: «بنتك عملت حادثة.. هحاسب التوك توك وآجي على طول»، دقائق مرت على الأم المذهولة وابنتها أمامها غارقة في دماءها، لتحاول إفاقتها ورش ماء على وجهها قائلة: «يا رانيا فوقي يا بنتي»، وتهرول مسرعة لنقل ابنتها إلى المستشفى ليصدمهم الطبيب بجملته: «البقية في حياتكم».
تفاصيل الحادث
داخل مكتبه بالطابق الثاني في قسم الخانكة، تلقى رئيس مباحث قسم الخانكة بلاغًا من والدة الفتاة رانيا تتهم فيها طليقها وزوجته الثانية بقتل ابنتها والفرار هاربين، ليصدر على الفور أمر ضبط وإحضار للمتهمين، ويكلف رجال المباحث بسرعة القبض عليهما