الصحة العالمية تحذر من “تسونامي كورونا”
935 ألف حالة يوميًا..
قامت منظمة الصحة العالميةبالتخذير ،اليوم الأربعاء، مما وصفته بـ”تسونامي كورونا”، فيما سجل العالم مستويات قياسية جديدة من الإصابات خلال الأسبوع الماضي، تقارب المليون حالة يوميًا، بسبب متحوري أوميكرون ودلتا.
وفي إفادة صحافية، قال تيدروس جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، إن “انتشار متحوري دلتا وأوميكرون، قد يتسبب في حدوث تسونامي من الحالات”، مكررًا دعوته إلى “مشاركة اللقاحات بين الدول بشكل أكثر إنصافًا”.
وسجل العالم معدل يفوق 935 ألف إصابة يوميًا، بين 22 و28 ديسمبر، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس، بناء على أرقام رسمية.
وتستند هذه الأرقام، وهي الأعلى منذ بدء تفشي الوباء في نهاية 2019، إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد.
وتبقى نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو التي لا تظهر عليها أعراض غير مكتشفة رغم تكثيف الفحوص في عدد كبير من الدول. كما أن السياسات المطبقة لإجراء فحوصات كشف الإصابة تختلف بين البلدان.
وارتفع عدد الإصابات بالوباء بنسبة 11% عالميًا الأسبوع الماضي، ما وضع حكومات من الصين إلى ألمانيا وفرنسا أمام معضلة الموازنة بين قيود الحد من انتشار الفيروس والحاجة لإبقاء الاقتصادات والمجتمعات مفتوحة.
وأعلنت هولندا وسويسرا أن أوميكرون باتت المتحورة المهيمنة في البلدين. وبينما تشير بعض الدراسات إلى أنها تتسبب بكوفيد بعوارض أقل شدة من سابقاتها، إلا أن منظمة الصحة العالمية دعت إلى توخي الحذر.
وقالت المنظمة الأممية في تحديثها الأسبوعي للوضع الوبائي إن “الخطورة المتعلقة بالمتحورة أوميكرون الجديدة والمثيرة للقلق تبقى عالية جدًا”.
وتابعت أن “أدلة ثابتة تظهر بأن لأوميكرون ميزة النمو بوقت مضاعف من يومين إلى ثلاثة مقارنة بدلتا”.
وقالت إن البيانات المبكرة من بريطانيا وجنوب إفريقيا والدنمارك التي تسجل حاليًا أعلى معدلات إصابات تشير إلى انخفاض عدد الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات لدى المصابين بأوميكرون مقارنة بدلتا.
لكنها أضافت أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم مدى شدة أوميكرون.
ورغم هذه الخلاصات، من المتوقع أن يؤدي الانتشار السريع لأوميكرون “إلى أعداد كبيرة من الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات، خصوصًا في أوساط غير الملقحين، وهو ما سيتسبب باضطراب الأنظمة الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية”، بحسب ما جاء على لسان كاثرين سمولوود من منظمة الصحة العالمية في أوروبا.
قيود في بعض الدول
وكانت أوروبا مجددًا من بين أبرز بؤر الوباء، الذي أودى بأكثر من 5,4 مليون شخص حول العالم.
وسجلت كل من فرنسا وبريطانيا واليونان والبرتغال أعداداً يومية قياسية للإصابات الثلاثاء. فأعلنت فرنسا حوالى 180 ألف إصابة خلال 24 ساعة.
وفي مسعى للحد من تفشي الوباء، أعادت العديد من الدول فرض القيود التي تحمل عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وفرضت ألمانيا قيودًا على تجمّع السكان للعام الثاني على التوالي قبيل رأس السنة، إذ أغلقت أكبر قوة اقتصادية في أوروبا النوادي الليلية وحظرت على الجماهير حضور المنافسات الرياضية.
كما حدت عدد الأشخاص الذين يمكنهم المشاركة في التجمّعات الخاصة إلى عشرة.
وأما فنلندا، فأعلنت الثلاثاء بأنها ستحظر دخول المسافرين الأجانب غير الملقحين، باستثناء المقيمين والعمال الأساسيين والدبلوماسيين.
وبدأت الدولة الأسكندينافية، على غرار السويد، إلزام جميع المسافرين غير المقيمين بإبراز فحص كوفيد بنتيجة سلبية كشرط لدخول أراضيها اعتبارًا من الثلاثاء، بعد يوم من تطبيق الدنمارك إجراء مماثلًا.
وأما الحكومة البلجيكية، فلم تنجح في تطبيق خططها الرامية لفرض المزيد من القيود إذ علّقت محكمة أمراً يقضي بإغلاق أماكن الترفيه.
وأعلن رئيس وزرائها ألكسندر دو كرو عن الخطة في 22 ديسمبر، عندما بدأت بلجيكا تشهد ازديادًا كبيرًا في نسبة الفحوص التي تؤكد الإصابة بالمتحورة أوميكرون.
وأحدث ارتفاع عدد الإصابات بكورونا اضطرابات شديدة في قطاع السفر خلال موسم العطلات فأُلغيت آلاف الرحلات حول العالم. كما عاد الوباء ليهدد الفعاليات الرياضية.
ويرزح أهم دوري لكرة القدم في إنجلترا تحت وطأة أعداد قياسية من الإصابات، فيما فرضت الصين تدابير إغلاق مشددة على ملايين السكان للسيطرة على تفشي المتحورة دلتا قبيل أولمبياد بكين الشتوي.
بدوره، ألغى رئيس بلدية مكسيكو الثلاثاء احتفالات عيد رأس السنة الكبيرة التي كانت تخطط لها العاصمة، كإجراء احترازي بعد ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد.
كما تعرضت أبرز المناسبات الرياضية الأميركية إلى ضربة في وقت تواجه الولايات المتحدة تفشيًا واسعًا للفيروس تغذيه أوميكرون، في ظل وجود فئات من السكان غير الملقحين ونقص في القدرة على إجراء الفحوص بشكل سريع ومبكر.
أجهزة الكشف
وخفضت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى النصف فترة الحجر الصحي المفروضة على المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض في مسعى للحد من الاضطرابات ونقص العمالة الناجمة عن تفشي الوباء
وبينما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة بشكل جيّد بالعموم، إلا أنه حذّر من أن بعض المستشفيات قد تعاني من “الضغط”.
بدورها، ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن فحوص كوفيد السريعة (“أنتيجن” أو مولد الضد) التي يمكن إجراؤها في المنزل قد تعطي نتيجة سلبية خاطئة لعدم قدرتها على الكشف بسهولة عن أوميكرون شديدة التحور، مشيرة إلى أنها تجري دراسات في هذا الصدد بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية.
وقالت إن “البيانات الأولية تشير إلى أن فحوص مولد الضد قادرة على رصد المتحورة أوميكرون لكن حساسيتها قد تكون أخف”. والحساسية هي قياس للدرجة التي يمكن من خلالها للفحص رصد الإصابة.