«باب عمر» أشواق وذكريات لفضيلة الشيخ الدكتور أشرف الفيل
متابعة حامد خليفة
أشواق وذكريات لفضيلة الشيخ الدكتور «أشرف الفيل» من علماء الأزهر الشريف حفظه الله من أمام «باب عمر» فكتب فضيلتة:
بينما أنا بالقرب من الحبيب قرب الجسد والروح معا في زيارة مباركة وبينما انا أقترب من باب يسمي باب عمر ابن الخطاب جال في خاطري ذكريات عن عمر قوته وحصافته وشجاعته وشدته في الحق ، وليونته وسهولته مع أهل الحق ! وتذكرت له موقفه لما نادته إمرأة وقالت له يا عمر يا من كنت وضيعا فرفعك الله ! وكنت ذليلا فأعزك الله ! وهو ينصت إليها في أدب جم ! فقال له أصحابه من هذه المرأة التي وقفت ذليلا بين يديها بهذه الصورة ؟ فقال ولو مكثت تحدثني طوال اليوم لوقفت وما تركتها إلا للصلاة ثم أعود !! أترون من هي ؟ إنها إمرأة سمع الله صوتها من فوق سبع سماوات !! أفيسمع الله لها ولا يسمع لها عمر ؟؟؟
ثم تحركت فوجدت بابا مكتوبا عليه باب النساء فتذكرت عبد الله إبن عمر رضي الله عنه لما كان يمشي إلي جوار النبي صلي الله عليه وسلم ورأي الرجال يدخلون من نفس هذا الباب الذي يدخل منه النساء فقال النبي صلي الله عليه وسلم لو تركنا هذا الباب للنساء !! يقول عطاء فما دخله إبن عمر حتي مات !! ياله من إمتثال لأمر الله !!!
وتحركت فدخلت المسجد وما أن وصلت عند حدود المسجد القديم حتي وجدت مكتوبا علي كل عمود منها إسم أحد الصحابة هذا عمود مكتوب عليه عمر وآخر أبو بكر وآخر عثمان وآخر علي وآخر أبو هريرة . وجعلت أتذكر مواقفهم التي تدل علي صدق إيمانهم وحضرني مقولة أبي بكر لو كانت إحدي قدمي في الجنة والأخري خارجها ما كنت آمن مكر الله أي معاملتي من جنس ما استحق !!
وأتذكر ذاك الصحابي الذي رآه النبي في المسجد في غير وقت الصلاة وهو ابو أمامة فقال له النبي ما أجلسك في غير وقت الصلاة قال ديون وهموم لزمتني يا رسول الله فقال له أما لو قلت لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو علي شيئ قدير لأذهب الله همك وقضي دينك يقول فألتزمتها فقضي الله ديني وأزال همي !!!
يا الله !!! علي صدق اليقين وكمال التوكل وعظمة الإيمان برب سمي نفسه الرحمن الرحيم
وأتذكر موقف أبي بكر لما جاء إلي النبي يشكو عمر والنبي يغضب من عمر ولا يلتفت إليه ويقول له عمر والله يارسول الله لا خير في حياتي إن لم ترضي عني فيقول له النبي : لما جئتكم بالحق قلتم كذب وقال أبو بكر صدق ! فهلا تاركوا لي صاحبي ؟ في إشارة منه للثأر لأبي بكر من عمر فإذا بأبي بكر يجلس علي ركبتيه ويتوسل للنبي أن يعفو عن عمر فقد كان له أظلم وهو يقول والذي بعثك بالحق يارسول الله أنا كنت له أظلم !!!
ما هذه الروعة وما هذا الجمال جعلت أفكر وأتفكر وأنظر إلي حالي وحال الأمة فظننت خطأ أنه لا نجاة لنا أبدا وأنني في النار فتذكرت رؤيا لعبد الله إبن عمر رأي كأن القيامة قد قامت وأن ملكان يجرانه إلي النار ! يا الله إبن عمر يري في منامه ملكان يجرانه إلي النار !!!! أين نحن من هذا ؟ ثم ماذا ؟ فأخبر إبن عمر أخته حفصة لتسأل له رسول الله فقال له النبي في بشارة لأخيها يرحم الله إبن عمر لو كان يقوم من الليل فما ترك إبن عمر قيام الليل حتي مات !!!
فأصابني شعور باليأس وكأني حتما لن أنجو من النار فجعلت أقترب علي استحياء من قبر رسول الله أجر قدما وأتبعها الأخري أقدم قدما وأؤخر أخري ومن قدري أن الطريق مفتوح وليس مزدحما كالعادة وأنا أتمني أن لو كان مزدحما حتي أتأخر قليلا
إلي أن وصلت بين يدي رسول الله فسلمت وأنصرفت سريعا كمن هو مقر بذنبه ومعترف بتقصيره فلا يملك أن يقف طويلا !! كمن هو خجل من تقصيره وخرجت !! خرجت انتظر فرجا من الله خرجت أنظر إلي السماء وأقول لنفسي الآن أستطيع أن أنظر إلي السماء . ثم ماذا أنا قائل لربي يوم لا يكون سماء فاصلة ولا حجاب بيني وبينه فكأنه القي في سمعي قوله تعالي ” إن رحمة الله قريب من المحسنين ” فجعلت أسأله أن يجعلني من المحسنين وأن يتقبلني في الصالحين …. وجعلت أناجيه وأدعوه حتي وجدت نفسي من جديد أمام باب عمر !!!